ألا يا موت ويحك لم تراع
باحثة البادية
باحثة البادية
ألا يا موت ويحك لم تراع | حقوقاً للطروس ولا اليراعِ |
تركت الكتب باكية بكاء | يشيب الطفل فى مهد الرضاع |
ولم تهب الفضائل والمعالى | وطول السعى فى خير المساعى |
ولم يمنعك مما رمت نثر | ولا شعر ولا حسنُ ابتداع |
نراك تجود بالأرزاء حتى | عددنا البخل من كرم الطباع |
فذب يا قلب لا تكُ فى جمود | وزد يا دمع لا تك فى امتناع |
ولا تبخل علىّ وكن جموحاً | فكنز العلم أمسى فى ضياع |
سنبقى بعد عائشة حيارى | كسرب فى الفلاة بغير راع |
هى الدر المصون ببطن أرض | وقد كانت كذلك فى قناع |
هى البحر الخضم وما سمعنا | بأن البحر يدفن فى التلاع |
وكانت للمكارم خير عَون | وللخيرات كانت خير داعِ |
لها القدح المعلى فى العوالى | وفى نشر المعارف طول باع |
فيا شمس المحامد غبتِ عنّا | وخلَّفت البكاء لكل ناع |
ويا خير النساء بلا خلاف | وقُدوتنا بلا أدنى نزاع |
لقد أحييت ذكر نساء مصر | وجدَّدتِ العلا بعد انقطاع |
وشدت صروح طُهر باذخات | محصَّنة كتحصين القلاع |
بنى تيمور خطبكمو جليل | له وجه الفضيلة فى امتقاع |
وصبركمو أجل ومَن سواكم | من الأقوام أولى باتباع |