وهناك عند الفجْر ِ في إشراقٍة كلظىَ الهجـِيرْ
| |
وعلى خـُطى قمرّية الإيماض
| |
يسْفح نُورها كذب الصخور
| |
روض رحيب ، أجهشت فيه الزهور
| |
وتكلمت بعطوره لغةُ الطيور
| |
وتأوهت ريحُ مُجنحةُ المسير ، على مخاصرهِ تدور
| |
وترنّمت ورقاء صاليةُ الشعور
| |
معشوقتى وعشيقةُ النغم المصفدِ فى الوُكورْ
| |
وذبيحتي ، وأنا الذبيحُ ، وجازرُ الرؤيـا أسير
| |
مُتلفعُ تحت العروق ، بمهده الثمل ِ الوثيرْ
| |
في كفه نهرُ الحياِة ،لهيبهُ قلقُ مرير
| |
وعلى شواطئه هتافٌ لجّ في ندم ٍ غرير
| |
وصراعة بلهاء تصرخُ وهي هالعةُ النفير
| |
وخطيئة تلدُ الحياةَ ،ومهدها يلدُ الدثُـور
| |
وصدى يغردُ نائحا ً ، وبدمعه يلغو السّرور
| |
وغمامة عرجاء دوخها المسيرْ
| |
آناً تسير وآنة ً تبكى المصير
| |
والأفق مصلوب كسير
| |
شحَنَتهُ أوهام العصورْ
| |
ومسابحُ النساكِ وهى على مزالقها تدور
| |
الكفُ مؤمنة ، وظلُ الكفّ مشنقةُ الضمير
| |
وتمائمُ المتبتلينَ كأنها حرجُ الغواية في الصدور
| |
مسكينة الأصداء تلعقُ في المداهنِ والبخور
| |
وتئنّ في حباتها الدعواتُ،
| |
جائعة الهدى لزجاج كوبٍ أو حصير
| |
متلمّظات للورود ،
| |
على هوادج أخجلت خشب النذورْ
| |
يتلفت الأزواد ، من عبقِ تناسم بالشرور
| |
والنور ، من حلك تناغم في الجذور
| |
والُطهر، منِ شطحات أوهام وزور
| |
وتعانق القُدّسَ المنيع ، كأنما سكن السّتور
| |
بفهيق راغية محبّرة على زبد الثغور
| |
ونفيق غاوية مبعثرة على خبل ٍ حسير
| |
متُخالج اللمحات .. أعمى دُس في ألق ضرير
| |
طحنتهُ سُنبلةُ السيادة بالقشور
| |
والرزق ، والعوز المخدر بالسكينة والحبور
| |
ولواه جلابُ المطايا للغرور
| |
ومضفر الأصلاب أعتابا مطهمة الظهور
| |
أقواسها تئد السهامَ ، وتنشب العشب الحقير
| |
وتحيلُ هشّ الوارفين ، مشاتلا لرُبى القصور
| |
وعلى خضوع الهائمين بكفها تعلى الجسور
| |
وتدور تطحنُ في غيابتها ، فتطحنُ أو تدور!
| |
سبحان وهاب الظلام لمن يريد بصيص نور
| |
سحبوا من الأكفانِ قدرته ، ولجوا في الثبور
| |
وتأوّدوا خبباٍ ، وتهتهة ، وليًّا للصدور
| |
في حومة لاالسماء ، ولا التراب
| |
لدفّها نسبٌ ُيشير
| |
زعموا لقاء الله وحدهمو ، وجلّ
| |
فنوره غمر الدهور
| |
في الحب ،
| |
في الأمل المحلّق ،
| |
في الأجنّة ،في البذور
| |
في الريح ،
| |
في النسيم المرنح ،
| |
في العشايا والبكور
| |
في الطيف ،
| |
تلمحهُ ظلالُ ظلالهِ فوق الغَديـر
| |
في السّفح ،
| |
في ضجر المغاور ،
| |
في البرازخ ، في البخور
| |
في كُلّ راقئ دمعة من جفن مظلوم فقير
| |
فى كل كاسر حلْقّة ، من قيد مهجور أسير
| |
في كل رافض لُقمةٍ ، لليل ، جالبها أسير
| |
في كل واهب روحه غوث التراب المستجيرْ
| |
في كل ذات حركت عدمَ الفراغ إلى الصريرْ
| |
في خطوة القدم الذى هتك البراقع عن دجى القمر المنير
| |
وحدَا السّديم ، وشق بين يديه أسرار الأثير
| |
ومشي على الأجيال ، يسحق جهل عالمهاالضّرير
| |
ويزيحُ ستر الغفل عن إعجاز خالقه القديـر
| |
الدروب ضوّأ للسُراة
| |
حقيقة ، وحصادَ ُنورْ
| |
وهوى الدُجى ،
| |
وتمزقت حجُب الرياء على الحضورْ
| |
فالله يصحب كُلّ من صحِبَ النهار...
| |
ومال عن غبشِ الستورْ
| |
_____________
| |
القصيدة كتبها كمخطوطة فى حياته ولم يمهله الأجل طباعتها
| |
وعقب وفاته تولت ابنته(سلوان) الطبع فى
| |
ديوان ( موسيقى من السر ) والذى صدر فى الذكرى الأولى لرحيله
| |
ليضاف لدواوينه متضمنا قصيدة "موسيقى من الله"
|
الرئيسية »
محمود حسن إسماعيل
» موسيقى من الله | محمود حسن إسماعيل
موسيقى من الله | محمود حسن إسماعيل
Written By Unknown on السبت، 13 يوليو 2013 | يوليو 13, 2013
0 التعليقات