الرئيسية » » لن ينتهي العالم للشاعر الأمريكيّ: شارلز سيميك ترجمة: محمد عيد إبراهيم

لن ينتهي العالم للشاعر الأمريكيّ: شارلز سيميك ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013









لن ينتهي العالم 
للشاعر الأمريكيّ: شارلز سيميك 

ترجمة: محمد عيد إبراهيم 

كنّا فقراءَ فكنتُ أتّخذُ محلّ طُعمِ السمّ في مصيدةِ الفئرانِ. وحدي بالسرداب، أسمعهُم يركضون للدورِ العلويّ، يتقلّبون بأَسرّتِهم ويسقطون. بلّغني الفأرُ وهو يقرِضُ أُذني "هذهِ أيامٌ سودٌ لعينةٌ". مرّت سنون. لبِسَت أمي ياقةً من فِراء قطٍّ كانت تمسّدُها حتى تتوهّجَ فتنيرَ السردابَ. 
يقولُ جدّي "كلّ امرئٍ يعرفُ حكايتي مع د. فرويد".
"كنا نحبّ الحذاءَ الأسودَ نفسَه بواجهةِ عرضِ محلّ الأحذيةِ نفسهِ. والمحلّ، لسوءِ الحظّ، على الدوامِ مغلقٌ. يافطةٌ هناكَ: "متّ بينَ عائلتكَ أو عُد بعدَ العشاءِ"، ومهما طالَ مُكوثي، لا يأتي أحدٌ ليفتحَ".
"ومرةً لمحتُ د. فرويد هناكَ يُبدي إعجابَه بالحذاءِ من دونِ خجلٍ. حدّق كلٌ في الآخرِ قبلَ أن يمضي كلٌ في دربٍ منفصلٍ، ولم نلتَق من جديدٍ".
كانَ عهدَ أساتذةِ الخِفّةِ. رأينا، ذاتَ مساءٍ، رجالاً أشدّاءَ ونِسوةً يحلّقنَ فوقَ أعالي الشجرِ المعتمةِ. فهل ناموا أم يفكّرون؟ لم يبدُ عنهم محاولةٌ للتنقّلِ. وكَزَتهم الريحُ طفيفاً. فخشينا أن نتكلّمَ، أو نتنفّسَ. حتى طيورُ الليلِ قد هدأَت. نذكرُ، فيما بعدُ، الكتابَ الصغيرَ الذي صفقتهُ يدا شابةٍ، وكيفَ ضيّعَ العجوزُ قبّعتَه على شجرِ السَروِ.
مساءً، لم تعُد بالسماءِ سحابةٌ. فرأينا حِفنةَ غِربانٍ تتأنّقُ على مفرقِ الطريقِ؛ وترفعُ القُمصانُ أكمامَها الفارغةَ على حبلِ غسيلِ المرأةِ العمياءِ
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads