الرئيسية » » إيسي للشاعر البولنديّ: شيسلاف ميلوش ترجمة: محمد عيد إبراهيم

إيسي للشاعر البولنديّ: شيسلاف ميلوش ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013






إيسي 
للشاعر البولنديّ: شيسلاف ميلوش 

ترجمة: محمد عيد إبراهيم 

تطلّعتُ في ذلكَ الوجهِ مصعوقاً. أنوارُ محطّاتِ المترو غامرةٌ قُربي؛ لكني لم ألحظها. فما علينا أن نفعل، لو نقصَت منظرنا قوّةٌ مطلقةٌ لتبدّدَت الأشياءُ وهي سعيدةٌ، في لحظةٍ، لا نتركُ غيرَ فراغِ شكلٍ مثاليٍّ، غيرَ علامةِ حرفٍ هيروغليفيٍّ مبسّطٍ من رسمِ حيوانٍ أو طيرٍ؟ أنفٌ أَقنَى قليلاً، حاجبٌ عالٍ بشَعرٍ أملسَ مفرودٍ للوراءِ، خطّ الذقنِ (لِمَ لا نرى للمنظرِ قوةٌ؟) ببياضٍ خضّبهُ ورديٌّ من ثَقبَين منحوتَين بحُمَمٍ زهراءَ داكنةٍ. لاستيعاب الحقيقة بل لامتلاكها معاً ضدّ خلفيةٍ من أغصانِ الربيعِ كلّها، الحوائطِ، الأمواجِ، في تهدّلِها، ضحكِها، حركتِها الماضيةِ من خمسِ عشرةَ سنةً، أو ثلاثينَ قادمةٍ. أملكُها. ليسَت هذهِ حتى رغبةً. مثلَ فراشةٍ، سمكةٍ، ساقِ نباتٍ، لكن أشدّ غموضاً. فمسّتني، بعدَ عدّةِ محاولاتٍ لتسميةِ العالمِ، أستطيعُ التكرارَ فحسبُ، عازفاً على وتَرٍ واحدٍ، الأعلَى، اعترافٌ لا نظيرَ لهُ حيثُ لا توجَدُ قوّةٌ تُحرِزهُ: أنا، وهي. فاصرُخ، دُقّ الطبلَ، قُم بمسيراتٍ بطاقةِ آلافٍ، نُطّ، شُقّ ملابسكَ، مكرّراً: هي! 
خرجَت إلى "راسبيل". خلّفتني وراءَها مع كُتلِ الأشياءِ الكائنةِ. إسفنجٌ، يعاني مِن أنهُ لا يقدرُ أن يُشبعَ نفسَه؛ نهرٌ، يعاني من أن صورَ الغيمِ والأشجارِ ليسَت هي الغيمَ والأشجارَ
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads