الرئيسية » » خفّ أحمر للشاعرة الأمريكية: آمي لويل ترجمة: محمد عيد إبراهيم

خفّ أحمر للشاعرة الأمريكية: آمي لويل ترجمة: محمد عيد إبراهيم

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013









خفّ أحمر 

للشاعرة الأمريكية: آمي لويل 

ترجمة: محمد عيد إبراهيم 

بواجهةِ المحلّ خفٌّ أحمرُ؛ وخارجاً بالشارعِ، هبّاتٌ من مطرٍ ثلجيٍّ رماديٍّ عاصفٍ! 

الخفّ معلّقٌ خلفَ الزجاجِ الصقيلِ بخيوطٍ حمراءَ طويلةٍ، ويتدلّى من السقفِ حَبلٌ وردٍ كنوازلِ 

دمٍ، يُغرق عيونَ العابرين بلونٍ منقّطٍ، يحجبُ صورَهم المنعكسةَ القرمزيةَ من نوافذِ سياراتِ 

الأُجرةِ وعرباتِ الترامِ، زاعقاً بأرجوانيٍّ داكنٍ كالسلمونِ بينَ أسنانِ المطرِ الثلجيّ، ليهمي 

نورهُ الأحمرُ الداكنُ المستديرُ دقيقاً على أطراف المظلاّت. 

صفٌّ واجهاتِ المحلّ البيضاءِ المتألّقةِ مجروحٌ ونازفٌ، ينزفُ خفاً أحمرَ. مطرٌ ساخنٌ ينبجسُ

 تحتَ النورِ الكهربائيّ، دافقاً مائجاً؛ ثم يجمدُ ثانيةً بهيئةِ خفٍّ أحمرَ، يتضاعفُ بما لا يُعدّ أو 

يُحصَى بجانبِ المرآةِ من الواجهةِ. 

يتوازنُ فوقَ مُشطِ القدمِ المقبّبِ كجسورٍ تنطلقُ بدهانٍ قرمزيٍّ؛ مائلاً فوقَ كعبَين مقبّبَين

 كطيرِ الطناجرِ الحوّامِ حينَ يمتصّها جيبُ ريحٍ؛ معَ أنهُ مسطّحٌ، من غيرِ كَعبٍ، مثلَ بِرك 

"جولي"، حينَ تتوهّجُ بارقةً من صخورِها الحُمرِ. 

فازدَجِر، ازدَجِر، إنهُ كسّارةُ بندقٍ تأتلقُ بقرمزيٍّ وسطَ جمعِ المحلاّتِ البيضاءِ الرتيبِ. 

يقامرُ في ضجّةٍ ببلايينَ من أبواقهِ الحمرِ بينَ الحشدِ خارجهُ، وبالرصيفِ صدَى وردةٍ باهتةٍ. 

يهرولُ جنبهُ الخلقُ، فهو مجردُ حذاءٍ، لكن تحتهُ بواجهةٍ أبعدَ برعمُ لوتسَ كرتونيٌّ، يفتحُ 

تيجانَه كلّ عدّةِ دقائقَ فيكشفُ دُميةً شمعيةً، بعينَين من خَرزٍ محدّقتَين وشَعرٍ كتّانيّ، 

تسترخي في حرَجٍ بمقعدِها الزهريّ. 

قد يرى المرءُ على الأغلبِ حذاءً، لكن من رأى برعمَ لوتسَ كرتونياً من 


قبلُ؟
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads