الرئيسية » » نشيد رَعَويّ شعر: محمد عيد إبراهيم يا حبيبي،

نشيد رَعَويّ شعر: محمد عيد إبراهيم يا حبيبي،

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013






نشيد رَعَويّ
شعر: محمد عيد إبراهيم 


يا حبيبي، 




ينبغي اكتشافُ الخطأ، لا الحقيقةَ. 
فالحبُّ واقعيٌّ بعقلٍ مفتوح، والعقلُ المغلقُ يلعبُ بالشكّ. 
ضروبٌ من الفوضَى للتخلّي عن الخلاصِ، كي يُستَعبدَ 
الشهداءُ بأرضكِ الموعودة. إليكِ، 
رأى التراجعَ والفشلَ مسائلَ إنسانيةً، وخروجاً عن الخطّ، 
طفراتٍ وثورات. لا نهايةَ للأمل. والجيلُ الثاني من أعصابهِ 
ينبني، إلى التحرير بحماسةٍ مجنونة
قبلَ حالةِ الجَزرِ. قلبكِ ذبّاحٌ 
على الأرضِ، وفِردَوسُه شَراكةٌ كليّة ليس إلا. 

يا حبيبي، 
فكرةُ الخلاصِ ضيّعَتهُ. واحتجابُ الشكّ أسطورةٌ مخبولة. 
في زماننا أيضاً، ملائكةٌ مراهقة. لكن غيرَ البؤسِ مطمحٌ تبسيطيّ. 
والخطأُ تصفيةٌ وتصريفاتٌ، لأنه عقلٌ مفتوحٌ على باطنهِ. أما 
العقلُ المغلقُ فتآمرٌ لغريمِ أعصابهِ. "اشربِ الحلو، يتوزّع بالتساوي". 
حبكِ مهدٌ شابَ بلسانهِ. ومضةٌ في قلبهِ لبراءةِ آلهةٍ 
بجماعةِ مؤمنين، لنفلتَ من عبثِ الموقّعين على شاهدِ الطاعةِ. 
وإلخّ. نهايةُ الكلمة 
فراشٌ رمزيٌّ هائجٌ، يحصرُ المعنى في تحوّلِ الاستلقاء. 

يا حبيبي، 
لا نيأسُ حين نعلمُ أن اختزالَ الناطقِ في حقلٍ مليء بالزمنِ، 
يصفّي القيودَ. والواحدُ أكثرُ عدداً، خاصةً حين نشدُّ السماءَ 
إلى الأرضِ. يا حبيبي، 
امنعي مِشبكَ الحنجرةِ عن اللّهاثِ. وابهريه، موّهيه، تملّصي
من قطوعِ الأشكالِ بالمادّةِ. ذُرّي الغبارَ في العينين، 
وحُفّيهِ بما هو عائقٌ، حتى الموتِ "المطلَقِ الوحيدِ، العدَم". 
وفأسُ البراءةِ لا تنشقُّ بسهولةٍ. جرّبي. طوّقيهِ 
بشكلٍ أخرقَ، فالزمنُ كفيلٌ بفتحِ قمةِ الهرمِ على 
قلبٍ متربّصٍ بفعاليةِ الفعلِ. 

يا حبيبي، 
الحبّ صَدارةُ الناطقِ. وامتحانٌ لثلاثين مليارِ خليّة. 
جهازٌ آجلٌ لقَطعِ ارتباطِ الكونِ، وحرمانٌ من النومِ مُفتَرَضٌ 
لصمتِ الله. إن عادتِ الأرواحُ سائدةً فمن الواضحِ 
أن ياءَ الكونِ مفتوحة. 
فلا أحدٌ شافَ طاقةَ "كُن" في ترابٍ، ومدّ إصبعَه كتمثالِ أنجلو. 
هنا، خَصّبيه بفلسفةِ الفيزياء، في أكثرَ من تناسخٍ. جانبكِ 
مفهومٌ، بوحدانيةٍ تبتغي لغةًً. وبعيداً، هناكَ أبٌ ينتظركِ، 
حَكَمٌ سماويّ بضربةِ حظّ، ينثُر رطانتَه كالمعدِن 
على لوحِ معناطيسَ. فما العمل؟ 

يا حبيبي، 
الشحيحُ لا يُجدي. 
والحبّ حلمٌ قصيرٌ على رأسِ إصبعٍ، يرقانةٌ في حلزونٍ أسود. 
مَهمّة تمسحُ دمعتَها الأخيرةَ. 
مَهربٌ في شكّ "أن تلعب معي". 
مُسنَدٌ جلديّ قُربَ نافذةٍ وقتَ تقليبِ الصُور. 
خيطُ ضوءٍ على الخَصرِ يكتشفُ الألَم. 
وشريطُ صوتكِ في الكلماتِ عند التلّ، ضرورةٌ لبلادهِ. 

المكشوفُ من لُغتكِ. وفمكِ يرضَعُ نفسَه، يا حبيبي. 
أزهارٌ تُعرّي رأسَها، وهي تضحكُ. 
صوتُ رَصاصٍ في السِباع، وهو يرفعُ حاجبَ السيارةِ. 
عيناكِ مغمضتان في السقفِ، بسببِ البيرةِ. 
ناموسٌ وأطفالٌ وساعةُ نحسٍ ونَقرٌ على بابٍ مُوارَب. 
بِركةُ دَم. والقادمُ ضائعُ. 
قططٌ في مقامِ "عرفات" تُضاجع إناثاً من النوعِ الرفيعِ. 
ورمحٌ ثانٍ إلى حيّةٍ مثقوبةِ الرأسِ وأجراسُها تخفُت. 
ربّةُ الانتقامِ تعيشُ حياتَها تحتَ مصباحٍ، أمامَ ثيرانها السبعة. 

يا حبيبي، 
وهو يمشي، ويمشي. 
فاكهةُ البساتين مزّقَته، وأطفالٌ يُطعمونهُ الفطيرَ 
في شمسٍ وجروح. شعوبٌ هدّدتهُ بدمعها الغزيرِ. وشحّاذٌ بمحبةٍ. 
تنزلين عن حصانكِ، كالهدفِ المكشوفِ. يسجو جسمُكِ الآنَ. 
الفراولاتُ تبكي فرحاً. فتمدّين حبالَ العشبِ قربَ سريرهِ. 
جيرانُ العرضِ يسعون للصعودِ. حانَ حينُ الليلِ. الهدوءُ رخوٌ، 
ورائحةُ الحموضةِ بالفضيحةِ عند البيت. 
فاستدانَ طويلُ القامةِ الكلماتِ تحتَ الشجرة: 
"لنعبرَ النهرَ، أيتها الحريّة". 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads