الرئيسية » » لمَ لم تأت؟ | محمد الناصرالمولهي

لمَ لم تأت؟ | محمد الناصرالمولهي

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013



أيّها الربّ
دعوتك مرارا إلى غرفتي
لم يكن الوقت متأخّرا
هيّأت لذلك شظايا أحلامي المرتطمة بالسّقف
و كدّست جراحي على طاولة الخشب المائلة قليلا لكسر في ساقها 
كسرت رقبتي الجوفاء
و هشّمت عيني على الجدار كبيضتين
طويت مخيّلتي و ألقيتها تحت الفراش 
و انتظرتك
هيّأت لك حمولة ستة و عشرين سفينة من الأسئلة
مثلا: لمَ لم يُطبق على أبي ظلّ تلك الشجرة المقدّسة؟
لماذا ألقيت به إلى هذا الرّكن؟
لماذا أطلقت في أحشائه  الشّهوة، وجعلته ينجب؟ (ها قد تحوّل أبناؤه إلى ثعابين و ثعالب و حيتان و قتلة...و أشياء أخرى لم أكتشفها بعد)
هل أذنبت أنا الآخر، لأسقط و أتحلّل في حفرة ككيس قمامة؟
 إلى أين ستأخذني بعد أن يقتادني جندُك إليك؟
أين هم الآن؟(ربّما أهيئ لهم نفسي)
هل يمكنني أن أحبّ امرأة أخرى هناك؟
لمَ لم تسقط الخطيئة بالتّقادم؟  

يُقال أن الأرض فلينة تطفو في مكان ما إلى أن تتفتت و تغرق، أيُعقل أن تغرق و أنا لم أهيئ نفسي بعد، وأنا أنتظرك؟
هيّأت حمولة ستة و عشرين سفينة من الأسئلة..... لا أتذكّرها....


 انتظرتك مرارا، حتّى ثقُلت أحشائي و سقطت، و لم تأت
سأنتظرك، ولن أتعلّم القفز، سأكسر ساقيّ كذلك و أدقّهما في الأرضيّة الرماديّة
سأتخلّص من فقاعات الضوء الشرسة، تلك العقارب المختبئة في الهواء الرّطب
سأدور حول جدراني ( المائلة أيضا)، سأصيب دماغي بالدوار
سأستلّ خيوطه المتشابكة ككرة صوف
و أثبّته بأمعائي على الباب المقفل...
هل أسدّ لك فُتحَتيْ أذنيّ بالإسمنت؟
يمكنني أن أستخرج لساني، ألفّه بمحرمة و أسدّ به حنجرتي المثقوبة
يمكنني أن أهرس الأوراق و السنوات و الأشياء الأخرى المبعثرة بأسناني
يمكنني أن أكنس أسناني الصفراء بكلتي يديّ المقطوعتين  إلى الركن 
أن أكوّم لك ما تبقى من هواء رطب و حارّ في الركن
ما رأيك؟  
أعلم أنّك تصغي إلى طقطقة عظامي المتعرّقة
أعلم أنّك لن تأت 
أعلم أنّ جنودك الجوّالة سيأتون نيابة عنك
سأسألهم قبل أن أرافقهم إليك : لم لم تأت؟ لم يكن الوقت متأخّر

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads