هنالك من ينظُرُ إليك
و أنت ترتّبُ جراحك
و تدفّئها بيديك
و أنت غريبٌ يحلُم بأروبا
بسعادة ثلجها الهادئ
بحاناتها القديمة
و مدافئها الحجريّة
و أنت تدفع أصابعك الوحيدة في الشّهوة
و أنت تظنّ طفولتك غزالا
أو نورسا
أو قطعة بحر تهتزّ في زُرقتها
و أنت تهيّئ نفسك للّيْل
تُشعل له عينيك المريضتيْن
و تخرّ على ركبتيْك
ثمّ تصغي إلى الله
و أنت تحمل رجليْك في صدرك
تحاول أن تغادر
تحاول أن تبحث عن شيء ما
تحاول أن تعود إلى حقل أو غرفة
و أنت تُسْقط غيمات في رأسك
و تحرّكها
ربما تسمع خشخشةً أو عواءًا
ربّما تصنع فيضانا بأسنان مندفعة
و أنت تتذكّر
و أنت حيوانٌ أعرَجُ يركضُ في الرّمال
و أنت تهذي أو تئنُّ
و تنصب فخاخك للأشياء و الأسماء و الأصوات الماهرة
و أنت كما أنت...
هنالك دائما من ينظُرُ إليْك