الرئيسية » » كوابيس جالسة في حديقة | صلاح فائق

كوابيس جالسة في حديقة | صلاح فائق

Written By غير معرف on الخميس، 25 أبريل 2013 | أبريل 25, 2013




لا اغادرغرفتي الا اثناء زلزال
او فيضان
علاقتي متينة مع الليل
فهو حول بيتي طوال الليل
مثل حارس .
لذا فانا مطمئن , اهيء مواهبي
لنهاية الاسبوع : ازور سفينة مهجورة
اكتب رسالة الى امي الميتة , وربما
قصيدة او قصيدتين عن نفسي .
اذا رايت عاصفة تقترب
اذهب الى مقدمة السفينة  , ادير العاصفة نحو
جبل شاهق , حيث قطاع طرق
وبقايا ثوريين .

***


حين اسافر, اصطحب ظلي معي
لاني رجل وفي , من طبيعتي احتفاظي بحصان
لزمن مجاعة . هذا ليس سهلا
مثلما تغني في مقبرة
او تبتسم امام نهر ينتحب.
لا اعرف الكثير عن الدهر
لا يزورني الا نادرا
اظنه فاشلا في استخدام الكومبيوتر
وهاتف الجيب .

***

تخليدي موتى عند شجرة تين ,
حتى ان كانوا اصدقائي ,
لا يعني قراء صحف المساء .
عواطفي منعزلة , تشبه ريفيين يتاوهون
في كهف .
لذا اتجنب سراق دراجات هوائية ,
تمثالا في شارع يعد نقوده في المساء
ولا استفز المطلق في اي وقت
اتركه مسترخيا بين عمال مطبعة .



***


ارى طفلي من نافذة
يتكلم مع شجرة , اظنه عن رواد فضاء :
سقطت طائرة امامنا صباح امس
كانت فارغة , ثم طارت في الليل
وفيها باعة خرز , اساور وقلائد مبهرجة
رايت شبحا يهرب من مطعم
ليلتحق بالطائرة , لكنه فشل
سرني هذا . وقد
مرة في الاسبوع ارتب اكاذيب كهذه وتلك
اظنها مفيدة لباعة حطب
ولمراهقين سكارى في ازقة .

***


لست وفيا الا للطقس
ارى الابدية موقعا جيدا
لمتجولي المساء , حيث مقابر كومبيوترات
وهررة شرسة .هناك التقيت ملكا هاربا ,
مصابا بالزكام , رجاني ان اشتري له
مظلة . بنقوده اشتريت نبيذا
ودفعت فاتورة الكهرباء .


***


قبل النوم ادعك ساقي وظهري
تزداد الالام . احاول النوم
لا استطيع – اوهامي تظل تثرثر
او يتراى لي بيتي , من نافذة مركبة فضائية ,
وهو يحترق :
وسواس منتصف الليل
بدل ان اتخيلني في محطة قطار
او مطار, يستقبلني شخص لا اعرفه
ويدعوني الى مطعم , فاهرب
لاوزع مناديل رخيصة على فقراء
معظمهم لصوص وباعة مخدرات .

***



هذه ليست افكاري وصوري .
اقتبستها من اجواء مطحنة .
كان الخلود هناك
يتلهى في قراءة يوميات منتحرين
وهاربين الى غيمة

***

انه يوم الاثنين
ساذهب بعد قليل الى سوق السمك
لابيع قصائدي الجديدة :
يشتريها باعة معاطف مهربة
واحيانا قرصان .
هناك ايضا , بمبلغ ضئيل ,
اترجم لزبائن سمان من الصين
معلومات عن ادوية
وسموم .

ساشتري فواكه لناشر كتبي
ضيفي منذ ايام .



***



سوف نترك مظلاتنا لعلماء
حين نرحل
ولفلاحين مساقط مياه
اعاليها ماوى غربان  وضباع

بعدنا , ستاتي نياق من مدن بعيدة
تقتحم ما بقي لنا من مكتبات
تتشمم كتب رفوف طويلة ,تبرك
وتنام هناك .



***



يقلدني بعضهم في مشيتي
وكتابتي . لم افلح في تقليد نفسي ابدا .
ليس الصمت من خصائص شاعر ,
اي شاعر , وانما العناد مع الذكريات
مع منازل مبعثرة في القصائد
مع قطار لا يشبه قطارا اخر
ومع كوابيس تجلس في حديقة .

***





أكررُ كلمات آلاف الشعراء
منذ أيام السومريين ، لكن الشجرة التي تهذي
في قصيدتي لا تشبهُ أشجارهم
ولا تعثرُوا مثلي بعقاربَ وثعابين
عند عودتي منتصف الليلِ ، 
من زيارتي إلى المحيط ، او حين اصادف
قبطاناً يحتَضرُ في طريقي ،
يرجوني ان أحملهُ إلى سفينتهِ ليموت عليها
لكني لا أفعلُ : أسرعُ الى البيتِ ، أنصبُ تلسكوبي
على السطحِ ، أوجهه نحو مكانٍ ولدتُ فيه
لأشاهدَ إذا أعادوا قلعتي
إلى موقعها الأول :
كلا ، ألحظُ على سفوحِ تلالٍ جرداء
ماشيةً هزيلة ، مبعثرة ,
ومكتبةً تحترقُ وسطَ مدينتي .


*
*
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads