سل الخلصاء ما صنعوا بعهدي
سل الخلصاء ما صنعوا بعهدي | أضاعوه وكم هزلوا بجدي |
ركبت إليهم ظهر الأماني | على ثقة فعدت أذم وخدي |
وصلت بحبلهم حبلي فلما | نأوا عني قطعت حبال ودي |
وكانوا حليتي فعطلت منها | وغمدي فالحسام بغير غمد |
أذم العيش بعدهم ومن لي | بمن يدري أذموا العيش بعدي |
وما راجعت صبري غير أني | أكتم لوعتي في الشوق جهدي |
ولو أطلقت شوقي بل نحري | وروى وبل غاديتيه خدي |
جفاءٌ في مطاويه حفاظٌ | كحسن القد في أسمال برد |
وكم من نزوةٍ للقلب عندي | وهجعة سلوةٍ وقيام وجد |
على أني وإن أطرب لقربٍ | ليعجبني عن المخفار بعدي |
إذا ما ضن بالتسليم قومٍ | فإن الجود بالتوديع ردى |
لكلٍّ في احتمال الناس طبعٌ | ولست على تملقهم بجلد |
وغر ماضغ بالغيب لحمي | خلاه الذم إذ جدنا بحمد |
صفوت له على العلات دهراً | فرنق بالسفاهة ماء وردي |
وكنت إذا هتفت به أتتني | قوارص شر ما يحبو ويهدي |
وإني حين تغشاني أذاةٌ | ليشفع للمسيء الود عندي |
فإن يسبق إلى كفر وظلم | فقد سبقت يداي له برفد |
ظلمتك أن تخذتك لي وليّاً | ولو أنصفت كان سواك قصدي |
غروراً كان ما وعدت ظنوني | وأشقى الناس مغرور بوعد |
أيغضبه السكوت وقد سكتنا | ولو قلنا لما أرضاه نقدي |
وجهلٌ بين في غير شاكٍ | تعرضه لشاك مستعد |
مضى زمن التسامع والتغاضي | وذا زمن الترامي والتحدي |
لئن أعلى خسيستهم سكوتي | فسوف يحطها بدئي وعودي |
وإن أثمر لهم ذماً كثيراً | فهم غرسوا بذور الذم عندي |