السهم الأخير
منحتِني اليوم ما الأقدار قد عجزت | عن منحهِ ، وتناهى دونهُ أملي |
منحتِني الحب للدنيا التي جهدت | في أن تُميل لها قلبي / فلم يمُلِ |
وكلما قرّبَتْنِي ، قلت : خـادعة | وكلما طمأنتني ، قلت : واوجلي ! |
ويغمر الشك نفسي كلما كشفت | عن فاتن من حلاها غير مبتذل |
حتى خسرتُ من الأيام ما غبرت | به السنون ، وحتى عقّني أجلي ! |
**
| |
واستلهمت هذه الدنيا طبيعتها | في معجز من قواها قاهر حـان |
فأبدعتكِ جمالا كله ثقة | يؤلف الحب من وحي وإيمان |
وأودعتكِ رحيقاً من خلاصتها | ومنبع السحر فيها جد فتّان |
وأرسلتك يقيناً في طلائعها | منيرة في دجى عقلي ووجداني |
**
| |
والآن أخلص للدنيا وأمنحها | حبي ، وأدرك ما فيها من الفتن |
والآن أنظر للدنيا وأنت بها | كعاشق بهواها جد مفتتن |
والآن أعمل للدنيا على ثقة | بأنني قلبها الخفاق في الزمن |
والآن أنصت للدنيا فيطربني | من صوتها العذب لحن ساحر اللحن |
لك الحياة إذن ما دمت مانحة | لي الحياة بلا أجر ولا ثمن ! |
.
| |
.
| |
1934
|