أيمن صادق
تطل من شرفة الأحلام نورسةٌ | توضىء الروحَ بالإيمان والصبرِ |
وتخبر القلبَ أن الليل مرتحـــل | و سوف يشرق صبحٌ آخر الأمـرِ |
لكنَّمـا الأرق المهــزوم ينبئــني | أنَّا نسافر من قهــــرٍ إلى قهــــــرِ |
فمن مدائن فيها الحلــم معصيـةٌ | إلى مدائن تُلقى الحُلمَ في الجمــرِ |
و من بريقٍ خؤون كان يخدعنا | إلى التسكّع بالأوجـــاع و الفكـــرِ |
حتى الشواطىء قد أغوتْ سفائنَنا | بأَلْفَ تيهٍ ..و تيهٍ وهْىَ لا تــدرى |
فهل نصدِّق أنَّ الليلَ مرتحــــلٌ | وسوف يشرق صبحٌ آخر الأمر؟! |
ولم يعدُ في قناديلي سوى وهنٍ | ولست أملك غير الحمدِ و الشُكْـرِ |
وغير أغنيةٍ قصَّتْ ضفائـــرَها | تقايض الوهَج المشنوقَ في صدري |
تكِدُّ لاهثةً في قرض منســـأةٍ | لكي يكفَّ الأسى عن سحقه عمري |
لكنْ..يباغتُها المجهــولُ مُتَّكِئـــاً | يستنهض الحزنَ بالأنياب و الظفر |
ليسرق الحلمَ من أصداء أغنيتي | ويستفزّ انهزامــــاتي بـــــــلا وزر |
وتفزع الأمل النعسانَ قسوتـُـــه | إذا اشتكى السوطُ من سوط ٍعلى ظهري |
فعشتُ أنكأُ موتى كي أراهنـــــه | أنَّ الحياة بدون الحلـــم في خُســــرِ |
لكنَّ موتى عنيدٌ مثل نورســـــةٍ | توضىء الروحَ بالإيمانِ و الصبـر |
فيا صديقي الذي أشتاق موعـدَه | ما عاد في العمر ما يجدي وما يغرى |
إنِّي انتظرتُ وقد لملمتُ أمتعتي | وكـلّ أمتعــــتي..بيـــــت من الشِّعــــرِ |
ذوَّبتُ فيه حبيبي كي أمارســــه | في صولة الحزن أو في نشوة الســـر |
فقد يكون شفيعي عند مســــألتي | وقد يضىء لقلبي ظلمــــة القبـــــــــر |