لا .. لن أحبك فاستريحي
لا لن أحبَّكِ ، فْاستريحي | يا نسمةَ الصبحِ الصبوحِ |
يا غادتي الحسناء قد | مَنَّيْتِني ، فأذبتُ روحي |
و فديتُكِ النفسَ التي | عاشت على الأملِ الذبيحِ |
مَنْ أنتِ ، قولي بالذي.. | سوَّاكِ أجمَلَهُنَّ ، بوحي ؟ |
هل أنتِ ضربٌ من خيالٍ.. | مَرَّ كالفرسِ الجموحِ |
أم أنتِ مِنْ بحرِ الهوى | حوريَّةٌ ، سكنت صروحي |
إنِّي رأيتُكِ مثلَ أزهارِ | الرياضِ على السفوحِ |
فدنوتُ أقطفُ زهرةً | منهنَّ فاْلتَأَمَتْ جروحي |
و شممتُ عطرَكِ يا مُنايَ.. | فبالذي سواه ، فوحي |
من أنتِ حتّى تبعثي | ما ماتَ فيَّ ، و تستبيحي |
اَلأِنَّ عينَكِ أومَأَتْ | بالحُبِّ من طرْفٍ مليحِ |
و تَمَكَنَّتْ أهدابُكِ ال.. | حسناءُ من قلْبٍ جريحِ |
فَوَقَعْتُ في شَرَكِ الغرامِ.. | مُضَرَّجاً بِدَمٍ سفوحِ |
و تَرَنَّمَ الثغرُ الذي | غَنَّى كشاديَةٍ صدوحِ |
و لطالما أسقيتِني | من شهدِهِ العذبِ الصريحِ |
و فؤادُكِ الخَفَّاقُ أعلنَ.. | خُطَّةَ الحُبِّ الطموحِ |
فأحاطني بِشِباكِهِ | في رُقعةِ الكونِ الفسيحِ |
يا حُلْمَ عُمْرٍ في الكرى | قد زارَ كالضيفِ المُريحِ |
إنَّ الشبابَ و شَرْخَهُ | قد أصبحا بمهَبِّ ريحِ |
و لقد لقيتُكِ بعدما | ضَنَّتْ يدُ الزمنِ الشحيحِ |
أفأنتِ حقّاً جنَّتي | أم أنت نارٌ في سفُوحي ؟ |