هو الدهرُ آتيكَ أو ذاهبُ
هو الدهرُ آتيكَ أو ذاهبُ | وصادِقُكَ الوعد أو كاذبُ |
فدعهُ كما شاءَ من ذا ترى | يجدُّ ومن حولهُ لاعبُ |
وإن كنتَ في أملٍ فاقتصدْ | فمعطي النفوس هو السالبُ |
لقد علمتني تجاريبُها | بأن القنوعَ هو الواجبُ |
فدعني بربكَ لاتسقني | فإن التمني لها صاحبُ |
وإما أبيت فمهلاً إذاً | أنا ذلكَ الملكُ العاصبُ |
ولي الأرضُ مشرقُها والمغيب | هنا جانبٌ وهنا جانبُ |
فهاكَ وهاتِ وخلِّ الأنام | يحجبهم عنيَ الحاجبُ |
إذا ما شربنا أرى الأرض تمشي | وكل امرىءٍ فوقها راكبُ |
طرحنا غمامَ الأسى للسماءِ | فرأس السماء به شائبُ |
ومن عَنتِ الراحِ تدني المنى | وتحضرها وأنا غائبُ |
لها رقةٌ كدبيبِ الكرى | فلا غروَ أن يحلمَ الشاربُ |