(إلى راقصة)
بعينيك يا ملهم الخاطرا | و يترك كلّ فتى شاعرا |
فيا فتنة من وراء البحار | لقيت بها القدر السّاخرا |
دعتني فجمّعت قلبي لها | و ناديت ماضيّ و الحاضرا |
و أقبلت في موكب الذّكريات | أحيّ الخميلة و الطّائرا |
و ساءلني القلب: ماذا ترى؟ | فقلت : أرى حلما عابرا |
أرى جنّة ، و أراني بها | أهيم بأرجائها حائرا |
ملأت بتفّاحها راحتيّ | و بتّ لكرمتها عاصرا |
و ذقت الحنان بها و الرّضى | يدا برّة و فما طاهرا |
فيا ليلة لم تكن في الخيال | أجدّت لي المرح الغابرا |
أفاءت على النيل سحر الحياة | و أحيت لشعري به سامرا |
نسيت لياليّ من قبلها | و كنت لها الوافي الذّاكرا |
سلي من أثارت بقلب الفتون | و خلّته محتدما ثائرا ! |
بربّك ! من ألف الأصغرين | و علّق بالنّاظر النّاظرا |
إذا أطلق الضّوء أطيافه | و لفّ بها خصرك الضّامرا |
و طوّق نحرك لحظ العيون | و عاد بكرّته حاسرا |
و وقعّت من حسرات القلوب | على قدميك الصّدى السّاحرا |
و جدّث كلّ فتى نفسه : | أرى الفنّ أم روحه القاهرا ؟ |
تمثّلته طيف إنسانة | و مثّل فيك الصّبا النّاضرا !! |