سمح الدهر بأيام اللقا
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حُرقا |
زار من أهوى ونلت الأملا
| |
وصبا بعد نواه وملا
| |
كأسه صرفا وغنى رملا | وشذا عطر لماه عَبِقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |
ناعس الأجفان لما ابتسما
| |
خجلت من حسنه شمس السما
| |
لي إلى برد لمى فيه ظما | هام قلبي فيه حتى احترقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |
أيها الساقي عليّ أعطف ورق
| |
واجتل الراح على عود ورق
| |
ذهبا قد ذاب في كأس ورق | فوقه دُرّ الحباب انتسقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |
ها هو القمري في الدوح ينوح
| |
اذ رأى النمام بالسر يبوح
| |
ونسيم الروض يغدو ويروح | وفؤاد النهر رعبا خفقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |
وغصون الروض تيها مرحت
| |
أتراها بلقاه فرحت
| |
وخدود الورد منه فضحت | فالندى قد جال فيها عرقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |
فاطرح باللَه ما قال النصوح
| |
وأدرها في غُبوق وصُبوح
| |
قهوة تخبر عن أيام نوح | لو ترى فيها لسان نطقا |
سمح الدهر بأيام اللقا | وشفى بالوصل منا حرقا |