صلاة الحب
أحقّاً كنت في قربي | لعلي واهمٌ وهما |
تكلَّمْ سيدَ القلبِ | وقل لي: لَمْ يكن حُلما |
دنوتَ إِليَّ مستمعا | فُبحْتُ، وفرطَ ما بحْتُ |
بعادك والذي صنعا | وهجرُك والذي ذقتُ |
وحبِّي! ويحه حبِّي | تَبيعك حيثما كنتَ |
تكَلَّمْ سيدَ القلبِ | وقل بالله ما أنتَ ؟! |
أرى في عمق خاطركَ | جلالاً يشبه البحرا |
وألمحُ في نواظركَ | صفاء الرحمة الكبرى |
وأنت رضيً وتقبيلُ | وأنت ضنىً وحرمانُ |
وفي عينيك تقتيلُ | وفي البسمات غفرانُ |
وأنت تَهَلُّلُ الفجرِ | وبسمتُه على الأفق |
وحيناً أنَّهُ النهر | وحزان الشمس في الغَسقِ |
وأنت حرارةُ الشمسِ | وأنت هناءةُ الظلِّ |
وأنت تجاربُ الأمسِ | وأنت براءةُ الطفل |
وأنت الحسنُ ممتعاً | تحدَّى حصنه النجما |
وأنت الخيرُ مجتمعاً | وعندك عرشهُ الأسمى |
وعندك كل ما أظما | وردّ القلبُ لهفانا |
وعندك كل ما أدمى | وزاد الجرح إِثخانا |
وعندك كل ما أحيا | وشدَّد عزمه الواهي |
حنانُكَ نضرة الدنيا | وقربُكَ نعمةُ اللهِ! |
وفيم هواجس القلب | وفيم أطيلُ تسآلي |
أحبك أقدسَ الحبِّ | وحبك كنزيَ الغالي |
سناكَ صلاة أحلامي | وهذا الركنُ محرابي |
بهِ ألقيت آلامي | وفيه طرحت أوصابي |
هوىً كالسحر صيّرني | أرى بقريحة الشهبِ |
وطهَّرني وبصَّرني | ومزَّق مغلقَ الحجبِ! |
سموت كأنما أمضي | إلى ربٍّ يناديني |
فلا قلبي من الأرض | ولا جسدي من الطين! |
سموت ودق إِحساسي | وجُزتُ عوالم البشر |
نسيت صغائر الناسِ | غفرت إِساءَة القدرِ! |