نبضُ الحكمة
فيصل أحمد حجاج
تَعِى ما لا أقولُ وما أقولُ | وقد فَطِنَتْ لفِطْنتِها العُقولُ |
مُذَهّبةٌ مُهَذّبَةُ المعانى | يُعانى مِن صَراحتِها الجَهولُ |
عَلَتْ فتغَلْغلتْ وبفَضل ربّى | تَرعْرعَ فى مرابعها الفُحولُ |
هُمُ فََكّوا لنا شَفْراتِ كَوْنٍ | يكُونُ به اخْضرارٌ أو ذُبولُ |
فينهمرُ اخْضراراً إنْ سَلكْنا | مسالكَهم وتتسعُ السّهولُ |
وإنْ حِدْنا وُجِدْنا فى دُروبٍ | مشَى فيها المُشردُ والذليلُ |
سَل الدّنيا تُجِبْك جَوابَ صِدْقٍ | مَن الخَاوى ومَنْ فيه القبولُ |
وإنْ جادلتَ يانبتَ المَعاصى | فليسَ يُعينُ مُخْتلاّ دليلُ |
فأنت الحمقُ ترتعُ فى سَرابٍ | تَخَفّى فى زواياهُ الأُفُولُ |
***
| |
ألا ياحكمةُ الحُكَما أجِيبى | شُحُوبى زادَ ، حاصَرَنى الذّهُولُ ؟! |
وقُوْمى غادروكِ بكَيْد غَدْرٍ | رعاه الرّجْسُ والصّمْتُ الطّويلُ |
فمَنْ سيُجيرُ- غيرُك – مَنْ تَصَدَّى | متى سَيَسُرُّ مُغْتَرباً وُصُولُ |
ألا فلْتفْضَحى مَنْ خان عَهْداً | وباعَ فضاعَ مِنّا السّلْسَبيلُ |
وقُولِى للْمُضِلّ ، ضَلَلْتَ فاحجُبْ | ضَلالَكَ ، أيُّها النّطْعُ الثّقيلًُ |
وقُولى للّذى بالتّبْغِ يَسْمو | سُمُوُّكَ بالخبائث مُستحيلُ |
وقولِى للذى قَدْ عَقّ أَهْلاً | هلُمّ ارْجِعْ وصالحْ مَنْ تَعولُ |
وقُولِى للذى خِلاّ تَناسَى | وداسَ وَفَاه ، يابئسَ الخليلُ |
خليلاً صُنْ يَصُنْكَ بلا مِراءٍ | جَميلاً كُنْ سيعْرِفْكَ الجَميلُ |
وقُومِى للمُنافِقِ قَوّمِيهِ | وإلا فلْيُقَوّمْه الرحيلُ |
مَشَتْ أفْعى النّفاقِ فشَتّتَتْنا | فَبِتْنا لا نَصُولُ ولا نَجُولُ |
وقُولِى للشّجاعةِ أدْرِكينا | فَشا فِينا التّقَزُّمُ والنُّحولُ |
وجُودِى بالأُصُولِ لكُلّ خَطْبٍ | فشَافِينا مِنَ الخَطْبِ الأُصُولُ |
وجُودِى بالدّواءِ فقَدْ حُمِمْنا | وحَمَّمَنا بِخَمْرتِه الخُمولُ |
وجُودِى بالهواءِ الطّلْقِ إنّا | هَوانا القَيْدُ والسُّمُّ الدّخِيلُ |
حَبانا اللهُ نَخلَ العِزّ فَضْلاً | فكَيفَ نُعَزُّ إن بِيعَ النّخيلُ |
أَعِيدى حِكْمةَ الحُكَماءِ أَصْلى | وفَصْلى ماتَعاقَبَت الفُصُولُ |
***
| |
ألا لا تأْبَهوا بهُراءِ حِقْدٍ | يلوذُ به العدوُّ ويَستطِيلُ |
قليلٌ مَكْرُهُ مهْما تَعالَى | كَثيرٌ فاتَ والباقى قَليلُ |
أَعدِّى واستعِدّى ياملاذًا | لنا ،كَى يَرجعَ المَجْدُ الأَصيلُ |
وقُولى للعِراقِ هَواكَ باقٍ | بمُشْتاقٍ سيفعلُ ما يقولُ |
وياأَقْصى سنَرجِعُ ذاتَ يوْمٍ | ليَجْمَعَنا الرّسالةُ والرّسُولُ |
إذا مالَ الورَى عنْ دينِ ربّى | فلا واللهِ إنّا لا نَميلُ |
فشَرْعُ اللهِ نُورٌ للبَرايا | وللعُقلاءِ ليس لهُ بَدِيلُ |
وإن الموْتَ آتٍ عنْ قَريبٍ | ولنْ يبْقَى قَصِيرٌ أوْ طَويلُ |
يَزولُ الكَوْنُ مَقْضِىٌّ بِهَذا | ويبْقَى وجْهُ ربّى لا يَزُولُ |