أطال الليل أم طار الصباح
أطال الليل أم طار الصباح | وللصهباء شاق الاصطباح |
لقد وقفت به الشهب السوارى | فليس لها غدو أورواح |
كأن به سهيلا غر أسرا | ومن نسر السما قص الجناح |
كأن الشمس تغزوها الثريا | فتم لها على الشمس النجاح |
كأن بها السها صب مشوق | يراعى وعد من وعدوا واوراحوا |
كأن الفجر فيه أصاب بردا | فصار له ببرديه اتشاح |
كأن نجومه في الجوّ غرقى | فليس لها به أبدا سباح |
كأن الفجر أذنب وهو سار | وعوقب فهو مسجون يزاح |
كأن الليل صب مستهام | وليس له عن الحب انتزاح |
كأن الله لم يخلق نهارا | به أبدا فليس له فلاح |
لعمرك طال هذا الليل حتى | ظننت بأن ليس له براح |
ألا ياليل طل قد طال صبرى | وطاب لنا نظرى فيك السراح |
فان تقصر فما خلى مواف | وان تكثر ففى الصبر ارتياح |
وعلك ان تطل تدرى بأنى | مشوق لذلى فيك النواح |
فتشهد لى اذا ماقيل هذا | خلى مابمهجته جراح |
هويتك اذ حكيت شعور حبى | بطولك والشعور لها انسراح |
ألا ياقلب زد فيهم غراما | ولا تسل الوصال فهم شحاح |
ولا تأسف على بذل العطايا | فخير المال ما أخذ الملاح |
فلو أبصرت جودائى | وقد ملئت من الذهب البطاح |
لقلت هو الفريد بكل مجد | لنا في جوده أبدا طماح |
هو الشهم الذى في يوم فخر | له بالنصر في الهيجا وشاح |
له خيل الى الهيجا جماح | وللاعدا عن الحرب انكساح |
له خيل الى الهجاء ورجل | لها ورد الدما أبدا مباح |
أبا الاشبال انك ليث غاب | تسابق منك للاعدارماح |
لك الجوز انطاق والثريا | جبين زان رؤيته اتضاح |
وانك مركز الهيجا اذا ما | غدا اللفيلقين بها كفاح |
لقد جحد العدوّ علاك بغيا | وقد لعبت لما قال الرياح |
لقد سكن السما ليز يناها | سماكاها وفخرهما رياح |
وفرق بين أعزل في نكوس | ونجم شامخ وله سلاح |
فختام العدو يريك بغضا | وقلبك من وساسوه مراح |
وبأسك ان يقطب منه وجها | فعندك عند رؤياه انشراح |
وتضحك في حروبك من عداة | اذا سمعوا الحروب بكوا وناحوا |
بفرسان تضيق الارض عنهم | وان رحبت فيا فيها الفساح |
لهم في السلم هزل وانشراح | ومافى الحرب عندهم مزاح |
عزيز جارهم يسمو بنصر | اذا مالخيل صار لها صياح |
اذا علت الحروب فأنت أعلى | وان فسدت فأنت لها صلاح |
ومن عاداك في الميدان خسرا | لهم من هول مقدمك افتضاح |
وان فرّوا فخليهم عصاة | ودون فرارهم أجل متاح |
حويت الفخر في قصيات سبق | فللعليا يذكراك امتداح |
وهذا جهد مثلى في ثناء | يزان به الختام والافتتاح |