داعِبِ الشرقَ باسماً وسعيداً
داعِبِ الشرقَ باسماً وسعيداً | وائتلِقْ ياصباحُ للناسِ عِيدا |
نَسَيَتْ لَحنَها الطيُور فصوِّرْ | لِبنَاتِ الغُصُونِ لحنًا جديدا |
فَزَّعتْها عن الرياضِ خَفافي | شٌ تَّسُدُّالفضاءَ غُبْرًا وسُودا |
ألِفَتْ مُوحِشَ الظلامِ فودَّتْ | أن تبيدَ الدنيا وألاّ يبيدا |
فاسجَعي ياحمامة َ السلْمِ للكو | ن وهُزِّي أعطافَه تغريدا |
غرِّدي فالدموعُ طاح بها البِشْ | رُ وأضحى نَوْحُ الَثكالَي نشيدا |
واسمَعي إنّ في السماء لحُونا | أسَمَعْتِ الترتيلَ والترديدا |
كلّما اهتزَّ للملائكِ صَوتٌ | رجّعْته أنفاسُنا تحميدا |
رنَّة ُ النصر في السماواتِ والأر | ضِ أعادتْ إلى الوجودِ الوجودا |
مَوْلدٌ للزمان ثانٍ شهدْنا | ه فيامَنْ رأى الزمانَ وليدا |
سكن السيفُ غِمْدَه بعد أنْ صا | لَ عنيفاً مُناجِزاً عِرْبيدا |
ما احمرارُ الأصيلِ إلا دماءٌ | بقيتْ في يَدِ السماء شُهودا |
طائراتٌ ترمي الصواعقَ لا تخْ | شى إلهً ولا تخافُ عبيدا |
أجهدتْ في السُرى خوافقَ عِزْري | لَ فرفّتْ من خَلْفِهِنَّ وئيدا |
كلّما حلّقَتْ بأُفْقِ مكانٍ | تركتْ فيه كلَّ شيءٍ حصيدا |
كم سمِعْنا عَزيفَها من قريبٍ | فغدا الرأْيُ والسدادُبعيدا |
يلفَحُ الشيخَ والغَلام لَظاها | ويُصيبُ الشجاعَ والرِعْديدا |
كم وحيدٍ بين الرجامِ بكى أمًّ | ا وأمِّ بكتْ فتاها الوحيدا |
مُدُنٌ كُنَّ كالمحاريبِ أمْنَّا | ترك الْخَسْفُ دُورَهنَّ سجودا |
وقُصُورٌ كانتْ ملاعبَ أُنسٍ | أَصبحت بعد زَهْوهِنّ لحودا |
لَهْف نفسي عَلَى دماءٍ زكيّا | تٍ كَقْطرِ الغمامِ طُهْراً وجُودا |
سِلْنَ من خَدِّ كلِّ سيفٍ نُضارا | بعدما حَطَّم الحديدُ الحديدا |
لَهفَ نفسِي عَلَى شبابٍ تحدَّى | عَذَباتٍ الفِرْدَوسِ زَهْراً وعُودا |
لَهفَ نفسِي والنارُ تعصِفُ بالجيْ | شِ فتلقاه في الرياح بَديدا |
ذكّرتْنا جَهنّماً كلَّما أُلْ | ِقَى فَوْجٌ صاحتْ تُريدُ المَزيدا |
كالبراكينِ إنْ تمشَّتْ وكالب | حر إذا جاشَ باَلْحميم صَهُودا |
وإذا الماءُ كان ناراً فَمَنْ يَرْ | جو لنارِ إذا استطارتْ خُمودا |
أُمَمٌ تلتَقي صباحاً على المو | تِ لتستقبلَ المساءَ هُمودا |
وفريقٌ للفتك يلقى فريقاً | وحُشودٌ للهَوْلِ تلقى حُشودا |
كم حُطامٍ في الأرضِ كان عقولاً | ورَمادٍ في الْجَوّ كان جُهودا |
وأمانٍ ونَشْوة ٍ وشَبابٍ | ذهبتْ مثلَ أمسها لن تَعودا |
قُبُلاتُ الحسانِ مازلن في الخَ | دِّ فهل عفَّرَ الترابُ الْخُدودا |
ووعودُ الغرامِ ماذا عراها | أغدتْ في الثَّرَى الْخضيبِ وعيدا |
كم دُموعٍ وكم دماءٍ وكم هَوْ | لٍ وكم أنَّة ٍ تفُتُّ الكُبودا |
إنَّما الحربُ لعبة ُ اللّهِ في الأر | ضِ وشَرٌّ بمَنْ عليها أريدا |
صَدَّقَتْ مارأى الملائكُ من قَبْ | لُ وما كان قولهم تَفْنيدا |
إن لله حكمة ً دونَها العق | لُ فَخَلِّ المِراءَ والترديدا |
كيف نصفو ونحن من عُنْصِر الط | ينِ فساداً وظلمة ً وجُمودا |
ذَهَبَ الموتُ بالْحُقودِ فماذا | لو محوتم قبلَ المماتِ الْحُقودا |
شهواتٌ تدِّمُر الأرضَ كي تح | يا وتجتاحُ أهلَها لتسودا |
وجنونٌ باُلملْكِ يعصِفُ بالدن | يا لكي يملِكَ القُبورَ سعيدا |
يذبح الطفلَ أعْصَلَ النابِ شيطا | ناً ويحسو دَمَ النساء مَرِيدا |
ويُسَوِّي جَماجمَ الناسِ أَبْرَا | جا ليبغي إلى السماءِ صُعودا |
قد رأينا الأُسودَ تقنَعُ بالقُو | تِ فليتَ الرجالَ كانت أسودا |
قُتِلَ العلمُ كيف دبّر للفَتْ | كِ عَتاداً وللدّمارِ جنودا |
فهو كالخمر تَنْشُرُ الشرَّ والإثْ | مَ وإنْ كان أصلُها عُنقودا |
أبدعَ المهلكاتِ ثم توارَى | خلفَها يملأُ الوَرى تهديدا |
مادتِ الراسياتُ ذُعْراً وخَفَّتْ | مِنْ أفانينِ كَيْدهِ أنْ تميدا |
وقلوبُ النجوم ترجُفُ أن يج | تازَ يوماً إلى مَداها الْحُدودا |
مُحْدَثاتٌ عزّتْ على عقلِ إبلي | سَ فعَضَّ البنانَ فَدْماً بليدا |
عالِمٌ في مكانهِ ينسِفُ الأر | ضَ وثانِ يحُزُّ منها الوَريدا |
حَسْرَتا للحياة ِ ماذا دهاها | أصبح الناسُ قاتلاً وشهيدا |
أصحيحُ عاد السلامُ إلى الكو | ن وأضحى ظِلاً به ممدودا |
ورنينُ الأجْراسِ يصدَحُ بالنص | ر فيا بِشْرَهُ صباحاً مَجيدا |
سايَرَتْها قلوبُنا ثم زِدْنا | فأضَفْنا لشَدْوِهنَّ القصيدا |
رَدِّدي ردِّدي ترانيمَ إسحا | قَ وهُزَّي الحسانَ عِطْفاً وجِيدا |
أنتِ صُورُ الحياة ِ قد بَعَثَ النا | سَ وكانوا جماجمًا وجُلودا |
قد سِئمْنا بالأمْسِ صَفَّارة َ الإنْ | ذارِ والوَيْلَ والعذابَ الشديدا |
ردِّدي صوتَكِ الحنونَ طويلاً | وابعَثيِ لحنَك الطروبَ مديدا |
واهتِفي يا مآذِنَ الشرقِ باللَّ | ه ثناءً وباسمِه تمجيدا |
واسطًعي أيها المصابيحُ زُهْراً | واجَعلي شوقَنا إليك وَقودا |
قرَّتِ النفسُ واطمأنَّتْ وكانت | أملاً حائرَ الطريقِ شَريدا |
ليت شعري ماذا سنجني من النص | رِ وهل تصدُقُ الليالي الوُعودا |
وهل الأربعُ الروائعُ كانت | حُلُماً أو مواثِقاً وعُهودا |
وهل انقادتِ الممالكُ للعد | لِ فلا سيِّداً تَرى أو مَسُودا |
وهل الحقُّ صار بالسلمِ حقَّاً | وأذابَتْ لظَى الحروبِ القُيودا |
وهل العُرْبُ تستردُّ حِماها | وتُناجي فِرْدَوْسَها المفقودا |
وَترى في السلامِ مجداً طريفاً | جاء يُحْيى بالأمسِ مجداً تَليدا |
بذَلتْ مصرُ فوقَ ما يبذُلُ الطَّوْ | قُ وقد يُسْعِفُ النديدُ النديدا |
في فيافيِ صَحْرائِها لَمَعَ النص | رُ وولَّى رُوميلُ يعْدو طريدا |
فهي إذْ تنثرُ الورودَ تُناغي | أملاً ضاحكاً يفوقُ الورودا |
وهي ترجو لابل تريدُ وأجْدِرْ | بابنة ِ النيلِ وَحْدها أنْ تُريدا |