سأظلُ أملأ بالهنَا أقدَاحِي
يا ظالمي كيف استبحت َ صباحي | ومنعت غنوة بلبلي الصداح ِ |
واجتحت َ في همجية أفراحنا | ومحوت ظل السندس الفياح ِ |
وظلمتنا ظلما تئن لفعله | صخرُ الجبال وقسوة ُ السفاح ِ |
أخطأت حين ظننت أنك خفتنا | بالسجن بالتعذيب بالأشباح ِ |
أخطات حين ظننت عفوي ذلة | لما منحتُ الظالمين سماحي |
إني أرى للنصر نورا بينا | في نور طه في زئير صلاح ِ |
أنا إن شربت الظلم مرا علقما | وغرقت في بحر من الأتراح ِ |
أو إن رأيت الظلم يحكم عالمي | ويطيح بالأنوار بالمصباح ِ |
و إذا رأيت النور يخبو يختفي | وتبعثرت من خوفها أفراحي |
وإذا ألمت بى خطوب جمة | وبكى الصغار لغربتي ونواحي |
ومنعت من خير الحياة لأنني | رجل وذقت الهم دون جناح ِ |
وسبحت في بحر الصعاب فخضته | وينال غيري شارة َالملاح ِ |
وإذا رأيت الزور يعلو يرتقى | وإذا غدا الإصلاح غير مباح ِ |
و إذا رأيت الطير شل جناحه | و إذا يطير الحوت دون جناح ِ |
و إذا رأيت غراب قومي منشدا | وبلابلي حرمت من الإفصاح ِ |
و إذا رأيت القزم نجما ساطعا | وينال خير مكانة ووشاح ِ |
ونعيب في الشم الجبال شموخها | وتهان كل عشية وصباح ِ |
و إذا استفاق العجز يرفع صيحة | وينام في ظل الخنوع سلاحي |
و إذا الخلاعة والمجون تبوأت | عز الكتاب وحكمة الألواح ِ |
لا تيأسي يا أمتي إن مزقوا | قلبي وأدموا ساعدي وجناحي |
لا تيأسي يا أمتي إن كسروا | سيفي وأخفوا في الرمال رماحي |
لا تيأسي يا أمتي إني أرى | رغم السواد بصيص نور صباح ِ |
فإذا رأيت الأم تصرخ تشتكى | ألم المخاض وقسوة الجراح ِ |
أدركت أن صراخها إنشادها | و أنينها نوع من الأفراح ِ |
أيقنت أن الله يحكم عالمي | وغدا يثوب الحق بعد جماح ِ |
فإذا رأيت الزور يرقص حولنا | فغدا ستعلو فرحة الإصلاح ِ |
فاعمل ولا تخش الذين تجبروا | من يرتجى عسلا بغير جراح ِ |
لا تخش غير الله لا تسمع لهم | فالكون للوهاب للفتاح ِ |
إن حاصروك وقاتلوك فإنهم | منحوك خيرا ينتهي بنجاح ِ |
لا تخش غير الله وانصر دعوة | بالعزم بالتصميم بالإلحاح ِ |
ما ضاع حق كان يرقب خطوه | من كان يحيا دائما لكفاح ِ |
واشرح لكل الناس فكرك لا تقف | و املأ ربوع الكون بالشراح ِ |
إن يسجنوا البدن العليل بظلمهم | لن يسجنوا جيشا من الأرواح ِ |
أنا إن شربت المر يوما ليلة | سأظل أملأ بالهنا أقداحي |
a