حشرجات الاحتضار
أطلق زفيرَكَ الأخير واحترق
| |
يا أيها الكبد المفتت بين طيات الأرق
| |
ما عاد نزفكَ يوجع القُصّادَ
| |
أو يبكى العذارى
| |
ما عادت الآهات من حلقِ التوجعِ
| |
تنبعث نارا ما عدت أنت مورَدَاً
| |
كشفاهِ عذراءٍ
| |
تراءت في الغسق
| |
لا تنتظر ذاكَ الصباحَ الغضَ
| |
يرجع من جديد
| |
إن الأشعةَ تحتضر
| |
والشمس تُحمل في نعوشِ الخوفِ
| |
نحو المخدعِ الأبدي
| |
وشعار مملكةِ الظلامِ يعود
| |
يدمغ كلَّ شيء من جديد
| |
فيموت حلمكَ تحت أنقاضِ
| |
الزمانِ المحترق
| |
قد عشت تصرخ في الرفاقِ : توحدوا
| |
إن الظلام يجئ من خلفِ المدى
| |
لكنهم دفنوا رؤؤسَهم العتيقةَ
| |
في الرمالِ وكذبوك
| |
أبصرتَ رايات الظلامِ تجئ
| |
في ثوبِ الرياحِ فكذبوك
| |
ورأيتَ فوق ربوعنا سحبَ الظلامِ فكذبوك
| |
الكلّ يسجد للظلامِ ينزلق
| |
خدعوك عمراً بالشعاراتِ المنكسةِ
| |
التي لا ترجى عند النزال
| |
وتبعتهم والنور يخبو بين أطيافِ الحقيقةِ والخيال
| |
وتبعتهم فإذا النعال
| |
تنام في أثر النعال
| |
الكلّ في ساحِ البطولةِ كاذب
| |
وتقول : أفلح إن صدق
| |
ماذا تريد من الذينَ
| |
يخبئون العارَ بين جلودِهم ؟
| |
فتراه يظهر بين فلتاتِ اللسان
| |
وتراه يرنو في انكساراتِ العيون
| |
وتراه يبدو في ارتعاشاتِ القلوب
| |
وتراه ينضح من مساماتِ العرق
| |
إن النهارَ ينفلق
| |
وتطلّ رايات الظلامِ الدامياتِ
| |
من الشفق
| |
الآن يدعوكَ الفرار لتمتطيه إلى الفرار
| |
لكنَّ مثلكَ لا يجيد سوى البقاء
| |
من أين ستجيد الفرار ؟
| |
ما كنت يوماً ساقياً أو سائساً
| |
للخيل في قصرِ الأمير
| |
حتى بألعابِ الطفولةِ لم تمارس دورَ لص
| |
من أين ستجدين الفرارَ وأنت لا تخشى الغرق ؟
| |
إن الظلامَ يدق أبوابَ المدينة
| |
وأنت تنفض ذلكَ الوخمَ الطويل
| |
ينساب في الطرقاتِ كالسيلِ العرم
| |
وأنت تصهر في كفوفِكِ مقبضَ السيفِ القديم
| |
يجتاح جدرانََ البيوتِ المستكينة
| |
وأنت تغرس جذركَ الظمآنَ في رحمِ التراب
| |
أصبحت وحدك في مواجهةِ الظلام
| |
كل السفائنِ والمدائنِ تحترق
| |
والظلام يقترب ، الظلام يقترب .
|