إضاءة في خيمة الليل
كان في عينيه قنديل براءة | وعلى خديه تمثال وضاءة |
هَبَّ من لحد الدُمى منتفضاً | غازلاً من جبهة الشمس رداءه |
يحتسيه النور.. ينساب على | وجنتيه الوردُ في شِبه انحناءة |
يَرسمُ الصبحَ على مِحْرَاثِهِ | ويُوَشِّي بالحواديت مساءه |
يرقص النيلُ على أنغَامِهِ | ويُغَذِّي بالتقاليد دماءه |
جاء في كَفْيه حَبَّات نَدَى | وعلى مَتنَيْه (شَالٌ) وعَبَاءَة |
***
| |
أي شيئ تَبْتَغي؟ لا أبتغي | أيَّ شيئ منكَ يا جِيلَ الرداءة |
أنت جيلٌ في ثناياك انطوى | شجر الهالوك أو موتُ الفجاءة |
الشعاراتُ التي أقرؤها | سَرَقَتْ مِنِّي مَفَاتِيحَ القراءة |
مِنْ هُنا جِئتُ وأَبقى هاهنا | مِشْعَلاً يُعْلِنُ لليلِ إباءه |
لحظةً وانْتَفَضَ الصمت وفي | كَفِّهِ مِنْجَلُ قَطْرِي بنِ الفُجَاءَة |
هَذِهِ مملكةُ الليل .. أَفِقْ | وانْتَبِهْ ، لا يغفر الليلُ الجراءة |
لَمَحَتْ عَيناه أشلاءَ الضُحى | سمعت أذناه قاموسَ البذاءة |
نبتت في جِيدهِ مشنقةٌ | خَنَقَتْ كلَّ بَراهينِ البراءة |
أشرَعَتْ بابَ السماوات له | فمضى لم يُغلق البابَ ورَاءه |
وانثنى يَبسم من عليائه | تاركاً في جبهة القيد حذاءه |
قيل لي : لو كان في تاريخكم | مثله ما حَكَمَتْ هذي الدناءة |
***
| |
كان ياما كان ميلادُ رَجَا | مَنْ تُرَى أَطْفَأَ باليأسِ رَجَاءَه |
سَأَلُوا عَنْه الزنازين التي | سَلبت من وجههِ الحرِ ضِياءَه |
أَطبقَ الصمتُ ولكن فَجأة | لمعت في خيمة الليل إضاءة |