النورس
البحرُ يا صاحبي نامتْ عرائسُــه | فلا غناءٌ ولا رقصٌ .. ولا فـــــرْحٌ |
ولا ارتعاشٌ لكفِّ همسها ظمــأ | ولا عناق عيونٍ صمتُها .. بــَــــــوْحٌ |
البحرُ مثلـى وحيدٌ فى مواجـعـه | وقد تعنكب فى أشـــــواقه تــــــرحُ |
هذى العرائسُ إذ تغفو فمرغمةٌ | فليس من يستبيح العطرَ لو تصــــحو |
وليس من تقطف النجماتِ قُبلتهُ | ويستريحُ على أحزانـه صبـــــــــــحُ |
لقد رحلتَ فأرختْ ليلَ وحدتها | ونام فوق مواجيـد الأسى صــــــــدحُ |
* * *
| |
عشنا وأنت طليـقٌ في مواجـعنـا | يحدُّك القلقُ المحمــــومُ والجــــرحُ |
تحطُّ فوق شطوط الخوف سنبلـةً | يغتالُ موسمَها الأمواجُ والملـــــــحُ |
وتتقى حومَةَ الأقــدار مهرتُنــــا | يسابق العمرَ فى خطواتها جمــــحُ |
فأن أصابك سهمٌ كنتَ ترهبــــه | فقــد توغل فى أحشــــائنا رمـــــحُ |
* * *
| |
إني هززتُ جذوعَ الصبر فانفرطتْ | حبّاتـــهُ حنظــــــلاً في قلبـه قيـــحُ |
يا أيهــا الزمــــنُ الموبــوءُ معـذرة | فقد عصاني نفاقي واستحى المــدح |
إنَّا نحـبُّ ومــا في الحــبّ معصيةٌ | غير الهزيمة لو عشَّاقه ضحـّــــوا |
فقد قُتِلنا ليحيــا زيــفُ حـكمـتــهم | فما استرحنا .. وأحيا حبَّنا الذبـــحُ |
ولن تكلَّ برغم اليأس خطوتـنــــا | ولن ننال سـوى ما ضمَّــه اللــوحُ |
* * *
| |
البحرُ يا صاحبي نامتْ عرائسُه | ونام فوق مواجيد الأسى صــــدحُ |
فعدْ كما كنتَ جرحاً نَزْفُه قلــقٌ | يهون عن جرح سيفٍ غمده النزحُ |
هي الحياةُ ..
| |
وهذا الجرح لي قــدرٌ | خطت يد الله مأســــاتي .. |
فمن يمحـــــــــو؟!
|