أيا قلب عدني
شعر : عماد على قطري
لها يرحل القلب دوما
و يغفو هناك ارتياحا
على صدرها المستحيل
و يأبى رجوعا
و يرضى مقاما
بدفء الأغاني
و روض الأماني
و همس اليمام النبيل
أيا أيها القلب عدْ لي
و دعها قليلا
تناجي المساءات شوقا
و تهفو إلى همسنا في الأماسي
و ترنو إلى ضمة
عند بدء اشتعال الأصيل
و عِدْني بأنّا سنقسو قليلا
و ننأى بعيد ارتحال الصباحات
نمضي إلى فسحة في الضحى
و ارتياح على دوحة في المقيل
و عِدْنِي بأنّا سننسى الفراشات
دهرا
و ننسى الشموع
التي أشعلتها الليالي
اشتهاء لعزف شجي
و فيض الصهيل
و عِدْنِي بأنّا سنبتاع دفّا
و ننسى الكمان ...
الزهور ...
المشاوير ...
ننسى احتماء
بظل العيون الظليل
سننسى سويا مواعيد نور
على شاطئ البحر
ترجو خطانا
و تسعى لنيل ابتهال
و صفو جميل
فعِدْني بأنّا سنمضي
وحيدا ...
وحيدا ...
نهشّ المواجيد عنّا
و نأبى انصياعا
لماض و ذكرى
و نرضى ابتعادا
يكون البديل
و عِدْنِي بأنّا سنغفو بصمت
و نصحو بصمت
و نمشي بصمت
و ننسى بصمت
و نسعى لنبقى على العهد
دوما
و أنت الدليل
سننسى عطور البساتين
تصحو إذا ما أتينا
و تلقي علينا التحيات شوقا
و تحنو
و تدنو
فيهمي علينا النقاء
احتفاء بعشق
و يفدي السبيل
فعِدْنِي ببعد
و إن كان صعبا
و ننسى نخيلا
و رملا جميلا
و ماء انتماء
و ننسى ...
و ننسى ...
و ننسى النسيم الحنون العليل
فعِدْنِي ...
و إنّي سأسقيك نورا
و أرويك شعرا
فعِدْنِي ...
فردّ الفؤاد انتظرني
قليلا ... قليلا
سأمضي إليها
و أرمي وداعا
فهب لِي اصطبارا
بصبر جميل
فقلت : اتفقنا
و سار الهوينى
و ألقى عليها سلاما
و حضنا
و ذاب انتحارا
بصدر حنون
وخد أسيل