الرئيسية » » العابر | محمود قرني

العابر | محمود قرني

Written By غير معرف on السبت، 18 مايو 2013 | مايو 18, 2013


العابر
محمود قرني


معذرة أيها العابر
إن لم استطع أن أحييك
بما يناسب تلك المهابة،
فليس لدي قبعة
أرفعها من أجلك
ويداي مشغولتان ـ كما تري ـ
بتسوية اشياء
ربما تراها تافهة
لتسمح لي أولا
ألا أضفي عليك من الألقاب
ما لا أعرفه عنك
ومن جانبك
أرجوك
لا تدفعني للتملق والنفاق
فأنا أتحدث إليك
دون سابق معرفة
لذلك سأقتصد الي أبعد حد
في استخدام أفعل التفضيل
حتي لو غضبت من هذا التقشف
سألتمس لك الأعذار
فأنت أيضا لا تعرفني
أنا كما تري أبحث عن ممشاة،
ستندهش بالطبع
من رجل جاوز الأربعين
ولازال يبحث عن ممشاة.
أؤكد لك.
أنني لازلت أتعلم،
فالأزمة السحيقة التي تملكتني
ذهبت سدي..
وثمة شائعات..
تأتي من بعيد
عن التاريخ الذي غافل طبيبه
وابتلع كومة من الأقراص المخدرة
وعن الحرية وهي مخفورة بالجماجم
لقد حاولت أن أرثي نفسي
لكنني فشلت
ألم أقل لك
أنني لازلت أتعلم،
حاولت أن أكتب قصائد
أكثر تهتكا من اللذة..
وأقل حياء
من ربطات العنق
والجارات المهذبات
حاولت أن أكتب قصائد
يأخذها قطار الشرق
عبر جبال الألب، والناطحات
والتظاهرات،
والشركات العملاقة،
قصائد أكثر اخلاصا
من عارضات الأزياء،
والمؤسسات،
وبنات (الفيديو كليب(،
لكنني لازلت أتعلم
لك الآن أن تثق تماما
في خيبتي
لقد حاولت أن أقيم ودا
مع هذه الشفرة الملائكية
أقصد تلك الأفخاذ الأسطورية التي نراها علي شاشات المقاهي وفي البارات،
أرجوك لا تفهمني بطريق الخطأ
أنا لا أقصد الحب،
فمثلي لا يقع في خطأ كهذا،
أنا أعرف أن العلم
أنجز قطيعة (فيثاغورية) مع الله وأن القصائد نجحت هي الأخري
في انجاز قطيعة (شكسبيرية)،
مع امرأة.
أيها العابر
لا تثق برعونتي
فسوف يتحدث إليك أناس
أكثر أناقة من هذه القصائد،
ثق تماما فيما يقولون..
انهم يعرفون الطريق جيدا،
أما هؤلاء الذين يبدون
كحمير وحشية،
فهم رعويون أجلاف
وشعراء بالسليقة
وبالقطع
لا يملكون ذكاء كافيا
لاحترامك.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads