الرئيسية » » باليـه | محمود قرنى

باليـه | محمود قرنى

Written By غير معرف on السبت، 18 مايو 2013 | مايو 18, 2013


باليـه


ريمُ التي تنخرطُ في الرقصِ
كُلما تناهت إلي سمعها
أصوات الموسيقي
تَكبرُ يوماً بعد يوم.
تكبر دون حارسٍ ودون تميمةٍ زرقاء
هذه القصيرة قرب الأرض
تحتاط من كل شيء
ولا تترك لقبلة أبويها
فرصة الحنين
أمها وضعتْ إصبعاً أسفل ذقنها وقالت:
ستذهبينَ إلي مدرسة الباليه
ريمُ القصيرة قرب الأرض
ستصبح يوماً
فراشةً بسروالٍ قصيرٍ أبيض
وأغطيةٍ رمزيةٍ جداً
ويقبضُ فتيً بيده اليسرى
علي باطن فخذها
يَشْبُكُ يدَهُ اليمني
بوردةٍ حمراء في مَيْلِها القاسي
بينما تصنع بجسدها نصف دائرة،
ثم تقفز في بياضها كالملاك.
علي ما يبدو كانت ريمُ نفسها
بطةَ أبسن البرية
أو علي الأقل، الوردة الحمراء العالقة
بمعطف جوجول
فقط، ثمة انشغالات
تعوقُ ذهنَ جدتها،
الجالسة علي الموكيت الأزرق
في ردهة شبه واسعة
تريد أن تعرف ما الذي تفعله حفيدتُها.
أما أبوها، فلم يكن هناك.
كانت لديه انشغالات
لتخليص إرثه من أفواه الشياطين
كان يدفنُ ملابس جدها،
المليئة بالحقنِ الفارغة..
والتصاويرَ السوداء،
كان عليه أن يعود قريته
صباح كل خميس
ليضع أكمامَه المُبْتَلَّة علي الشاهد
ويتلو علي رأس جدها
أغنية قصيرة جداً من اجل الموت.
أما الجدة ـ التي ربتت علي ظهرها ضاحكة ـ
فقد أهدتها دجاجة وقفصاً صغيراً
لكنه سرعان ما تحطم
ريم الآن أصبحت
تؤلف مشاهد متصلة
للرقص مع دجاجة .
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads