الرئيسية » » زهرةٌ فوق كفِّ امرأة | فاطمة ناعوت

زهرةٌ فوق كفِّ امرأة | فاطمة ناعوت

Written By Unknown on الثلاثاء، 6 أغسطس 2013 | أغسطس 06, 2013

زهرةٌ فوق كفِّ امرأة
" من العدلِ أن يأتي الفرحُ بين وقتِ وآخر على الأقل"
!!!!
من حدَّثكَ عن وجودِ "عدلٍ"
يا كامو ؟
****
كلما ماتَ رجلٌ
نبتتْ زهرةٌ
فوق كفِّ امرأة.
****
يقشّرُني
ورقةً ورقةْ
فيتعثّرُ القطارُ
في ظلِّه.
****
باقةُ الوردِ التي
ستأتي بعد دقيقة
تحملُها يدٌ تتقنُ الكلامْ
هي اليدُ التي
تعلمتِ الاستعاراتِ و الحروفَ
وعلمتْني
أن الورودَ
تكذِبُ أيضًا .
****
في النهارِ
النساءُ يجررن أطفالَهن
و الشمسُ تحرِّضُ الحقائبَ
على الركضِ صوبَ الشجرْ،
أطفالي نيامْ
فلماذا انشقَّ القمر؟
****
سنتانِ من العزفِ المنفرِد
تصنعانِ بالتأكيد شاعرًا مهمًّا.
اِشكرْها.
****
وماذا عن السِّتة وعشرين حرفًا الباقية
أيها اللص ؟
****
غيابُكَ
يأتي منكَّسَ الرأس دائمًا،
يتجولُ في الغُرفِ كعادته
قبل أن يطلبَ العشاءَ والقهوةَ،
يتأكدُ من وجود الصغارِ في أحشائي
والغفرانِ
خلف أذُني
ثم يدنو من الشرفة
يطردُ الملائكةَ الذين تكاثروا خلفَ الزجاج.
كلَّ مرةٍ
يعِدُ برفعِ السقفِِ بضعةَ سنتيمتراتٍ
و لا يفعل.
هل قلتُُ أنه منكّسَ الرأسِ يأتي؟
ربما بالغتُُ قليلا
غيابُكَ لا يأتي.
هو هنا.
****
فوضويٌّ،
عبثيٌّ،
تتثاءبْ،
ماذا أيضًا يميزُكَ
لتكونَ جديرًا بي؟
****
البلاهةُ التي تراها على وجهي
حين تحدثني عن الماركسيّة
لا تعني أني أحاولُ أن أفهم،
أنا
أحاولُ أن أتذكّر من تكونْ.
****
كقطعةٍ من التاريخِ
أخبِّئُكَ الآن
في درجِ مكتبي.
****
بوسعي أن أكونَ
أكثر من عُشبةٍ ضارّةٍ
تتلصصُ من شقوق الحجر،
بوسعي أكونُ بَرْدًا
وكوفيةً وصليبًا؛
لو علّمتَ غيابَكَ
أن يتوقفَ عن التحديقِ في دفاتري
على هذا النحو العدوانيّ.
****
لا تأتي الليلةَ !
الغيابُ
( كاملُ العدد).
****
التعساءُ
نسوا أن خلفَ آذانِهم خياشيمَ
و أمعنوا في التنفس .
****
يا عُطيل
تلصصْ على ملفاتِ ديدمونة
على الحاسوب .
****
لا تستسلمْ لرغباتي
الطعامُ سيحترق !
****
تجاربُ ثلاثْ،
لا في البرية
لكن على بُعدِ فنجان قهوةٍ واحد
من البحر.
****
انمحاءُ الحروفِ فوق الرملْ،
نفادُ السجائرِ وانطفاءُ الشمعةْ،
لم يكن أيٌّ من هذا
سببا وراءَ تعطُّلِ المترو في شارعنا
ربما السببُ تلصصُ بائعِ الجرائد علينا.
****
ماتَ السقّاءُ اليوم
السقاءُ الذي لم يروِ امرأتَه
فحملتْ عنه القربةَ
و أطلقتها في الصحراء.
****
في المرة القادمة
سأختارُ أن أكون مشجبًا
لأشنقَ الأثوابَ التي عذبتني.
****
النافذةُ أشاحتْْ عن العالمِ
و راحتْ تتأملني.
****
المربيّةُ لن تأتي غدًا
قالت:
أريد أن أرى كيف سيدخلُ الفستانُ في الدولاب
بعدما تخرجين منه.
****
ابنةُ لير الكبرى
مثلتِ الدورَ على نحوٍ بشع
ليس لأسبابٍ فنيّة
لكن لأنني أكره أن أؤدي عملا
مرتين.
****
فيما يستسلمُ لملقط الطبيب
وثرثرتِه
غافلتُ ضرسَه المخلوع
وسرقتُ ذاكرتَه.
الرجلُ الذي وزّع أمجادَه
بين الهاشميّ
وباني مصرَ الأول.
****
هل تعلمْ أن البحرَ يتبعنا ؟
لا تنظر إلى الخلف.
****
في مطارِ الملك خالد،
في انتظار تنقية طائرةٍ مفخّخة
يمكنُك
- في ثمان ساعات –
أن تقرأَ الشِّعرَ على نحوٍ برئ،
بينما في عيادة الأسنان
العميانُ يبصرون.
****
"الخليفة العُمانيّ "
الذي بشَّرَ بالرسالة
لم يعرفْ أن هاتفَه
دوَّنَ " نصفَ النوتةِ " الآخر.
****
امرأةٌ جميلة ..... (شخوص)
مدينةٌ جميلة ..... (مكان)
نداهتان.
يلزمُكَ بعضُ الزمنِ،
( الجميل)
كي تكتملَ مفردات البنيوية .
لك الزمانُ كله.
****
قلْ لي متى يخرجُ هذا الغُفْلُ منك
حتى أُخْرِجَ له حواء.
****
جسدُكَ أتلفتْهُ النساءُ
جسدي
أتلفَهُ الصدأ .
****
ترى ماذا يفعلون الآن:
الكلابُ الثلاثةُ
والقطتان ؟
تراه ماذا يفعلُ البحرُ؟
****
تجوسُ في الليل
تتفقدُ أثرَكَ بين الغرفْ
تبحثُ عن تبغِكَ وقميصِكَ المرميّ بإهمال
جوار السرير.
الراقصةُ النحاسيّة
ما أن تراني
حتى تعاودَ التجمدَ داخلَ الدائرة.
****
الكنائسُ في عينيكَ
تراهنُ على رقصتي،
أنا "أزميرالدا "
أيها الكاهنُ.
****
القلمُ الذي ضاعَ من يومين
غدا من " الأحرار"
سيكتبُ كلَّ ما لم أستطعْ.
****
أيها الباقي من القرآن والإنجيل
أيها الخارجُ لتوِّك من زرقةِ المحبرة
لا تغلقْ الكتابَ الآن
ثمة أحرفٌ تنتظرُ المخلِّص
ثمة مدادٌ أحرى به أن يتمدد على الورق
لا تغلقْ الكتابَ
لكن اشتعلْ أرقًا عند ناصية الصفح
وانتظر مسيحًا يحمل الكلمة الناقصة.
****
ثمة يعاسيبُ تنبؤنا عن المغفرة الوشيكة
ثمة بقعةٌ في أقصى الأرض بعدُ لم تلوثها الخطيئة
ثمة مرآة تترقب امرأةً
تحكي لها قصةََ الحياة
ثمَّ تربتُ على كتفها،
ثمة طائرٌ حرٌّ
يعرف كيف يكون النغمُ
نصفُه حزنٌ
ونصفه ورق.
****
هي الصلاةُ فوقَ الطاولة
أو تحت سفحِ الهضبة
لا يهمُّ
مادام في القلب عصيرُ الكتابة
فلتذهب الجغرافيا ألف غيبة وغيبة.
****
هناك
حيث الزمن مخاتلٌ
كما لونِ وردةٍ جافة في كتاب
وحيث الثقوبُ أوسعُ من خطيئة
وأكثر ضيقًا من خواء
ثمة أشعةٌ تتسلل من متن القصيدة
تربك اللغةَ على لسان العابرين.
****
أصابعُ باردة
فارقتْ لتوِّها راحةَ يدٍ
لم تتدرب بما يكفي على الغفران،
سألت صديقي يوما
من منّا يستحقُ الحياة ؟
قال:
الحياةُ لا تستحق أيًّا منا.
ثم أشار إلى البراق الذي ينتظر عند الناصية
حيث تعويذةٌ صامتةٌ
تتدلى من جيْده.
****
ستكسرُنا المرآةُ ذات شرود
تشظّي وجوهَنا المحدِّقة
وتبدّل ملامحَنا التي تدربتْ جيدًا على النسيان
لكن يومًا يختبئُ خلف الشرفة
يرتبُ المِحَنْ .
لا فائدة
****
النقطة تحت باء الغضب
تنتظرُ يمامةً ترفعُها
تنقرُ النقطةَ الوسطى كذلك
ثم تحمل "الغصن" بمنقارِها إلى حيث الزيتونة
في آخر السطر.
****
منديلُ حرير،
عقدُ ياسمين،
و ألفُ بهجةٍ،
تسكن فوق حافةِ المحبرة .
****
الراهبُ ينتظرُ أيضًا
رجْعَ صوتِ أجراسِه .
****
ما حيلةَ رنينِِ الجرَس
حين ينأى الصدى عن مسمعِه !
للموتِ ألوانٌ.
****
مرةً مررتُ بكوكبِكم
يا الله !
كلُّ هذا التعب !
****
وضع مدينةَ النورِ في كفي
ثم راح يفتّشُ داخلي
عن ميدانٍ غير موصد
وإبريقٍ فخاريّ.
****
 
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads