الى س . .
جئتُ أشكو لكِ روحي وجواها | وردت ظمأى وعادت بصدَاها |
آه من عينكِ! ماذا صنعتْ | بغريبٍ مستجيرٍ بحماها؟! |
نبعته تقتفي أحلامَهُ | كلّما أغفى أطلَّت فرآها |
يا سقى اللهُ "لِليلى" أيكةً | وجزاها الخيرَ عنّا ورعاهَا |
وغذاها من أمانينا ومِن | حبنا الشهدَ المصفى وصقاهَا |
قرِّبي عينكِ مني قرّبي! | ظلليني واغمريني بصفاهَا! |
وأريني هدأة البحرِ إذا انـ | ـبسط البحرُ جلالاً وتناهَى |
وأريني لجةَ السحرِ التي | ضلَّ في أعماقها الفكرُ وتاهَا |
ألمحُ اللؤلؤ في أغوارها | وأرى الطيبةَ تطفو في سناهَا |
وأراها تُخبِّئُ الخلدَ لمن | باع دنياه وبالروح اشتراهَا! |
نحن أرواحٌ حيارى افترقتْ | ثم عادت فتلاقت في شجَاهَا |
سوف ينسى القلبُ إلاَّ ساعةً | مِنْ رضاً في وكرِك الحاني قضاهَا |
هتف القلب وقد حدثتني | أيَ ماضٍ كشفت لي شفتاهَا |
هَمَسَتْ في خاطري فاستيقظتْ | روحيَ الحيْرى وأصغت لنداهَا |
فأنا إنْ لَمْ أَكُنْ توأمَها | فكأني كنت في الغيبِ أخاها |
نحن أرواحٌ حيارَى ثملتْ | وانتشتْ سكرى على لحنِ أساهَا |
قرِّبي روحَكِ مني قرِّبي! | ظلليني واغمريني برضاهَا! |
وتعاليْ حدّثيني! حدّثي! | انت مرآة شجوني وَصَدَاهَا |
فهبيني ساعة الصفو التي | تقسمُ الأيامُ ما فيها سواها |
ثم أمضي لحياةٍ مرَّةٍ | صبْحُها عندي سواءٌ ومَساهَا! |