توددت لا أني إليك فقير
توددت لا أني إليك فقير | ولا أن بعداً عن ذراك عسير |
ولا تحسبن منحيك ودي لحاجة | ولا أن سحراً في العيون يمور |
رويدك ليس الحسن وقفاً عليكم | وأكثرما تملي الظنون غرور |
وما كل حسن يشعف القلب سحره | ولا كل ماء نافعٌ وطهور |
ولست بمعدود النظير فتنثني | تدل بما منه النظير كثير |
كذلك ليس البدر في الكون واحداً | فثم شموسٌ غيره وبدور |
ولكنني مثلت للحسن صورة | وأنت لها دون الأنام نظير |
فلا تحسبن أني لبعدك موجع | ولا أن قربي منك فيه سرور |
بحسبي حسنٌ صورته خواطري | له دون أحناء الضلوع سفور |
أذا استوحش القلب الكليم فإنه | أنيس إذا عز الأنيس سمير |
فإن كنت في قكرت في الهجر والقلى | فإني على غدر الصحاب صبور |
ستبقى لكم مني يد الدهر حنة | وذلك إفكٌ لو علمت وزور |
فكل نضير في الحياة إلى ذوي | وكلٌّ عليه الدائرات تدور |
ستنسيني الأيام ما أنا واجد | وتعفو كلوم للهوى وبثور |
وأنساه حتى لست أذكر ما اسمه | ويقفر من نور الوداد ضمير |
بلى ربما حن الفؤاد إليكم | وهاجت بصدري أنه وزفير |
ولكنها ذكرى تمر وتنقضي | وتذهلني عما تثير دهول |
كذلك تنسانا وتنسى غرامنا | إذا ما استرد العاريات معير |
ولكن حسناً بر عنك نضيره | وأبدلت منه القبح وهو سطور |
ستذكر هذا ما حييت وفي الحشا | مضيضٌ وفي القلب الكسير سعير |