هل ليم نضو صبابة ٍ فأفاقا
هل ليم نضو صبابة ٍ فأفاقا | أم سيم صبراً في الهوى فأطاقا |
ما أتعب اللوام إن ملك الهوى | رق القلوب وطوق الأعناقا |
حشدوا الملاوم وانبرى بلوائه | يزجي العهود ويحشد الأشواقا |
أولى الفوارس باللواء مجاهدٌ | يردي الوشاة وينصر العشاقا |
عرف الهوى حرباً فكر مغامراً | فيه وراح مبادراً سباقا |
منع الذمار منازلاً وأحبة ً | وحمى الحقيقة جيرة ً ورفاقا |
طف بالحماة فهل ترى ذا نجدة ٍ | إلا بحيث ترى الدم المهراقا |
والمجد يعرفه بطيب مذاقه | من يستطيب الموت فيه مذاقا |
وأرى العلى تأبى على خطابها | حتى تكون لها النفوس صداقا |
ليس الذي أخذ الحياة بحقها | مثل الذي أخذ الحياة نفاقا |
يزجي التصنع والرياء بضاعة ً | تغري التجار وتزدهي الأسواقا |
حتى إذا وضح اليقين تسللوا | عصباً تروع العاصفات إباقا |
إن الغواية للرجال تجارة ٌ | تلد البوار وتورث الإخفاقا |
ولقد رأيت فما رأيت كمدعٍ | يرجو بأحرار الرجال لحاقا |
ينسى أباه ولو يطاوعه الثرى | لسعى إلى ساداته مشتاقا |
يأتي ويذهب في ظلال قصورهم | لا يشتكي عنتاً ولا إرهاقا |
ليسوا كمن ملك النفوس فسامها | سوء العذاب وغالها استرقاقا |
هز الجناح يريد دارة قشعمٍ | ملك الجواء وظلل الآفاقا |
تدع النسور له بعيد مطارها | وتحيد عن هبواته إشفاقا |
الله بارك في البناة فزادهم | مجداً وزاد جلالهم إشراقا |
من كل مقدامٍ يقيم لجيله | شرفاً يمد على النجوم رواقا |
ولرب مغلول العزيمة يشتكي | في كل عضوٍ ربقة ً ووثاقا |
لا يستطيع سوى المقال ولا يرى | أحدٌ بما يهذي به مصداقا |
أسدى وشيد ما استطاع وإنما | أسدى المداد وشيد الأوراقا |
في كل حرفٍ مسجدٌ أو ملجأٌ | يعي الدهاة ويعجز الحذاقا |
لو شاء للسبع الطباق زيادة ً | لأقام عشراً فوقهن طباقا |
ليس الألى حملوا النفوس كريمة ً | مثل الألى حملوا الوجوه صفاقا |
ود البلاد لمن يقوم بحقها | ولمن يقيم لقومه الأخلاقا |