غربتي والموت
كأنَّكِ القدر
| |
كأنكِ الظلالُ.. لا تفارقُ البشر
| |
وذلك النَّاقوسُ.. في المساء
| |
إن دقَّ.. غرّد القمر!!
| |
فكلَّما ابتعدتُ عنكِ..ساعةً.. رجعتُ
| |
رجعتُ أستظلُّ، أرتوي.. ولائِذاً بِصُحْبتِكْ
| |
وحين يَرْتَخي على أريكتك
| |
جسْمي الذي أَتْلفهُ الضَّياعُ، والحنين للمطر
| |
أحسنُّ بالأمان، والرِّضا، ومنعة الثراء
| |
حولي بغرفتِكْ
| |
أحيا ولا أعيشُ أيَّامي.. وأنتظر
| |
وحينما أكونُ بينهمْ.. أغوصُ في الضَّجرْ
| |
ويَسْمُـكُ الجدارُ بيننا، ويَرْتَفعْ
| |
وكلما رأيتُ خيطاً من خيوطِ الحَبْلِ.. ينقطعْ
| |
أدركتُ من فَوري لمَ الإنسانُ - أيّاً كان - ينتحر !
| |
في سالفِ الأيامِ كم صنعتُ قارباً وراء قاربٍ..
| |
من الورقْ
| |
وكم نقشتُ أَوَّلَ الحروف من إسمي عليه
| |
وكنت كلّما رأيتُ واحداً منها.. مع التَّيارِ ينزلق
| |
فرِحْت !
| |
سيَّان عامَ.. أو غَرق
| |
ولم أكنْ أسألُ.. أيَّ واحدٍ على الطَّريق
| |
لِمَ الزوارقُ الصِّغار
| |
والجارياتُ في البحارْ
| |
تدورُ دورتَينِ.. حَوْل نَفسها.. وفجأةً تغوصُ
| |
ولم تزلْ جديدةَ الطِّلاءْ !
| |
وقبل أن تُغادِرَ الميناءْ !
| |
وها أنا على مَشارفِ الخريفِ.. قَدْ وقفت
| |
ولم يَزَلْ عمري - برغْمِ الشيب - ساعه
| |
ولم أَسِرْ في الأرضِ.. إلاَّ خُطْوتيْن !
| |
ولم أَذُقْ بعد حلاوة الهَوى.. برغِم ما أصَبْت
| |
ولم أعِ الحروفَ كلَّها
| |
ولم تزل نفْسي غريبةً - كهذا البحر - عنِّي
| |
وكل ما جمعت
| |
ذراتُ رملٍ، أفلتت.. في اللَّيْل منِّي
| |
وعارياً أعودُ مثلما.. وُلِدْت
| |
قُدِّرَ لي.. في الأربعين.. أن أُحِسَّهُ بجانبي
| |
وأن أراهُ في عيونِ من أحبْ
| |
وينزع القناع عن.. عُريي
| |
وأن تقولَ لحظةُ انْتصارِه.. بأنني جبنت
| |
.. وأنَّني هُزِمْت.
|