مضت أسابيعُ والهتّاف محتجبٌ
مضت أسابيعُ والهتّاف محتجبٌ | فما يبلّغني أصوات أحبابي |
يجلجل الوجد في صدري فأكتمه | أين المذيع لأشواقي وأطرابي |
ألاشتراك انتهى يا بئس ما زعمت | رسالة جدّدت في الصبح أوصابي |
لو كنت قبل وزيراً لاتقى غضبي | من لا يبالي إذا ما رام إغضابي |
لكنني في بني قومي أخو أدب | وذو بيان إلى الإبداع وثّاب |
لذا أضام فما صبري على زمن | يكون ذنبي فيه نور آدابي |
دار التليفون فيها فتية وصفوا | يوما بأنهمو من خير أصحابي |
فكيف جاز لديهم أن يطوف بهم | طيف من الشك في مالي وإخصابي |
أنا الغنِيُّ بفضل اللَه فاعترفوا | بأنني من زماني غير هيّاب |
من أجل حبك يا روحا فتنت به | فكان وجهك ف نجواي محرابي |
من أجل وجهك أرضى أن يكلفّني | هذا التليفون بعد العتب إعتابي |
هذا هو الليل والهتّاف منطلق | كالدهر يقذفُ أرباباً بأرباب |
فاسمع ندائي وأقبل كي أراك معي | رؤياي للراح في منضور أكوابي |
سلك التليفون في شرع الهوى عجب | أليس فيه إلى الأحباب إسرائي |
إن ظنّ أو رنّ ساقتني هواتفه | إلى فنون من الآمال زهراء |
أقول هذا الجمال العذب ينشدني | ليسمع العذب من لحنى وإيحائي |
الوحي وحيك ما شعري وما خبر | أرويه عن موحيات الحب دعجاء |
دعني أحدثك فالهتّاف ينقلني | إليك إن شئت في صبحي وإمسائي |
نروى حديث الهوى الفتّاك في ملح | كأنها الوحي في علياء سيناء |
الهمس منك هديرٌ إنه قدر | يزيزل الكون في رمز وإيماء |
والوعد منك نعيم إن موقعه | مصر الجديدة في يوم الثلاثاء |
تخافُ ما موجبات الخوف لا فزعٌ | فدولة الحب قامت فوق أرصاد |
إني سممتك من يوم إلى سنة | بشائكٍ لدماء القلب فصّاد |
لا خوف لا خوف إن الفضح غايته | أن تغتدى في الهوى من بعض أجنادي |
إني سممتك فانظر كيف تهجرني | وكيف تخلف يوم الوصل ميعادي |
ما شارعٌ من كلوبترا به أثر | ومنزلٌ أنت فيه الآنس الغاني |
يرعى مهادك فيه ساهرٌ يقظ | يخشى عليك صباباتي وأشجاني |
ليقض ما شاء في أمرى فسوف يرى | أني لروضح نعم القاطف الجاني |
ما الحب ما سحره يا نائماً سهرت | عليه في غفوات الليل أجفاني |
يروعك الصمت من شعري فتسألني | عن سر صمتي سؤال العاطف الحاني |
أجب إذا شئت عني إنني غرِدٌ | لا يحسن الشدو إلا فوق أفنان |