أشواق حجازية الإيقاع
من النيل شرياني إلى البيت يمتد | وشوقي إلى أم القرى ماله حد |
وإني إمام العاشقين .. ولا أرى | لمعشوقتي ندا .. وهل في الهوى ند؟ |
***
| |
هي الشمس تجري والهدى مستقرها | وفي كل روح من أشعتها ....وقد |
هنا البيت ريحان وروح .. وقبلة | هنا النفس طير .. لا يكبله قيد |
هنا الخلق أفواج ومن كل بقعة | يطوفون كالأطياف ينظمهم عقد |
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت | ولا سيد فيهم يؤلهه عبد |
هنا الركن والحجر الطهور وزمزم | هنا مشرق الرؤيا هنا الحب والمهد |
***
| |
وإني إمام العاشقين وقصتي | حجازية الإيقاع تعزفها نجد |
تسير بها الركبان تروي مواسما | من الشوق تذكيها الصبابة والوجد |
أفيء إلى الأستار ألقي مواجعي | وأحمل أثقالا تنوء بها الجهد |
وتجأر أسراري وتنطق أدمعي | بما النفس تطويه وفي بوحها يبدو |
وتظمأ أشواقي وتذوى منابعي | وفي حجر إسماعيل ينهمر الوعد |
وعيني ناجت واللسان مشاهد | يرى الضوء فواحا به الحجر الصلد |
***
| |
هنا الضوء إيقاع هنا العطر سدرة | بها تسبح الأرواح في ساحها تشدو |
هنا أول الأشواق من عهد آدم | هنا كان ميثاق النبيين والعهد |
هنا البيت مثوى الآمنين تحوطهم | من الله أملاك وتحرسهم جند |
هنا تشرق الآيات أمنا ورحمة | بكل فؤاد نبضه الحب والود |
هنا الطير للإنسان يفضي بسره | هنا الصخر أواب وإيقاعه حمد |
هنا تخطر الأشجار في نور أمنها | وفي ظلها الفينان لا يفزع الصيد |
فكيف ووعد الله بالأمن نافذ | فلول من الإرهاب يخطئها الوعد؟ |
يطلّون كالحيات من كل مخبأ | وفي كل كهف كم يضللهم وغد |
فكل طريق للهداية كم سدّوا | وكل بناء للأخوة كم هدّوا |
بلاد حماها الله من كل فتنة | تموج بطوفان من الشر يحتد |
بلاد حماها الله مشعلها الهدى | وهم أوقدوا نارا يسعرها الحقد |
ولكنما الرحمان يحفظ بيته | ويحميه من يأجوج في عصرنا سد |
ويحمي بلادا فوق تربتها مشى | ضياء رسول الله والحق والرشد |
وما زال إيقاع الهدى نبض أمنها | وفي كل أفق شمس راياتها تغدو |
***
| |
هنا قصة الإيمان تترى فصولها | هنا الحق والإيثار والعز والمجد |
هنا البأس والإيلاف والأمن والهدى | هنا الفتح أسياف ورحمتها حد |
هنا راية التوحيد تعلو على المدى | وفي ظلها الأحلام تقوى وتشتد |
وفي كل فج كم يروح ممزق | ومن فيء بيت الله في أمنه يغدو |
وإني بركب الآمنين وقصتي | حجازية الإيقاع تعزفها نجد |
***
| |
هنا تركض الأشواق آمنة الرؤى | وللحق أفراس مسومة جرد |
هنا تبدأ الأشواق رحلة نبضها | وكم في دياجير الرؤى ضل مرتد |
هنا القلب في شمس الحقائق سابح | وكم تاه في الأبعاد لم ينجه بعد |
وكم طال إبحاري وكم تاه مرفئي | وكم غرني برق وكم غالني رعد |
وكم مال ميزاني وكم جف منهلي | وكم صِدْت أحزاني وذاتي هي الصيد |
وفي ظل بيت الله في موئل الهدى | أقمت موازيني وعاد لي الرشد |
أسير بركب الآمنين وقصتي | حجازية الإيقاع تعزفها نجد |
ومازال ميزان الهدى سر أمنها | وفي كل أفق شمس راياتها تعدو |
***
| |
من النيل شرياني إلى البيت يمتد | وشوقي إلى أم القرى ماله حد |
هي الشمس تجري والهدى مستقرها | وفي كل روح من أشعتها وقد |