آخر أنفاس الحب
مذ هل يسكب سحره الشهد | أوشكت أوقن أنه السعد |
لما رأيتك زغردت لغتى | ورنا لى التتويج والمجد |
فدنوت منك وكان لى أمل | أن أصطفى ويودنا الود |
أن تلثم البركات قبلتنا | والزيف من سيف الهدى يعدو |
والشعر يجلس تحت أيكتنا | حيث الخيال يسوقه الورد |
حيث الحنان يرش قصتنا | ولكل فصل بلبل يشدو |
والمسك يرتع فى مجالسنا | والنور يبزغ ثم يمتد |
والصد يسحب كل أذرعه | هل كان يعرف عرفنا الصد؟؟ |
لكن (ولكن) حين تلفحنى | كالناى فى قلب الدجى أغدو |
أشعلتنى ومضيت مسرعة | وتركتنى يقتاتنى البرد |
هذى براكين الأسى اندلعت | وزلازل الآهات تحتد |
والماء ولى عكس سيرته | والنار أجج جمرها البعد |
أسْودّ فجرى بعد مطلعه | أنا ما حسبت الفجر يسْوَدُّ |
أنا ما حسبت هواك يحرقنى | يهزا بقلبى ثم يرتد |
أنا ما حسبت لقاك يصعقنى | ويرجنى بنعيقه الرد |
لقد اشمأزت كل جارحة | وإلى التنازل زمجر العد |
وإلى اصفرار صار ديدننا | فتساقط التاريخ والعهد |
ماذا أؤمل فى مراهقة | قادت خطاى وقادها الرعد |
أكلت فؤادى واحتست مثلى | وتكاثرت فاستفحل القيد |
كيف التوحد فى التى انشطرت | قل لى بربك أيها الوجد |
أو لا تقل فالقلب أنبأنى | أن لن يعود وقوله وعد |
إنى أفقت رجمت بلبلتى | ووأدت طيشى إنه فقد |
فجميع أنات الهوى اندثرت | والآن شمس نقاوتى تبدو |
أفؤادى ارتح عش على ثقة | أنى لخلع كرامتى ضد |
إنى وكف الطهر تحملنى | بينى وبين تهتكى سد |
ما غير حب الله يصلحنى | لا يستوى الهذيان والرشد |