إلى الشـاطئ المجهول
تطيفُ بنفسي وهيَ وسنانةٌ سكرى | هواتفُ في الأعماق ساريةٌ تترى |
هواتفُ قد حجّبنَ ؛ يسرينَ خفية | هوامسُ لم يكشفنَ في لحظة ستراً ! |
ويعمُرنَ من نفسي المجاهل والدجى | ويجنبن من نفسي المعالم والجهرا |
فيهنّ من يوحينَ للنفس بالرضـا | وفيهن من يلهمنها السخط والنكرا |
ومن بين هاتيك الهواتف ما اسمهُ | حنينٌ ، ومنهنّ التشوق والذكرى |
***
| |
أهبن بنفسي في خفوتٍ وروعةٍ | وسرنً بهمس ، وهي مأخوذة سكرى |
سواحر تقفوهنّ نفسي ولا ترى | من الأمر إلا ما أردنَ لها أمرا |
إلى الشـاطئ المجهول والعالم الذي | حننتُ لمرآهُ ؛ إلى الضفة الأخرى |
إلى حيث لا تدري .. إلى حيثُ لا ترى | معالم للأزمان والكون تستقرا |
إلى حيث " لا حيث " تميز حدوده ! | إلى حيث تنسى الناس والكون والدهرا |
وتشعر أن ( الجزء ) و ( الكل ) واحد | وتمزج في الحس البداهة والفكرا |
فليس هنا ( أمس ) وليس هنا ( غد ) | ولا ( اليوم ) فالأزمان كالحلقة الكبرى |
وليس هنا ( غير ) وليس هنا ( أنا ) | هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا |
***
| |
خلعتُ قيودي وانطلقتُ محلقاً | وبي نشوة الجبار يستلهم الظفرا |
أهوّم في هذا الخلود وأرتـقي | وأسلك في مسراهُ كالطيف إذ أسرى |
وأكشف فيه عالما بعد عالم | عجائب ما زالت ممنعة بكراً |
لقد حجب العقل الذي نستشيرهُ | حقائق جلت عن حقائقنا الصغرى |
هنا عالم الأرواح فلنخلع الحجا | فننعم فيه الخلد ، والحب ، والسحرا |
*
| |
1934
|