تعدو العوادى والخطوب تنوب
باحثة البادية
تعدو العوادى والخطوب تنوب | ويلاه عيش المرء كيف يطيبُ |
حمى النفاس شببت مهجة والد | هيهات أن يطفى لظاه نحيب |
حمى النفاس فجعت بعلاً لم يكد | يرتاح حتى كدَّرته شَعوب |
حمى النفاس قصفت غصناً قد بدا | إثماره وجناه كاد يطيب |
حمى النفاس أما رحمت محمداً | وبكاؤه يصمى الحشا ويذيب |
أمحمد يوم الولادة سَرنا | لكنه من حيث سر عصيب |
كم نقبت فى الطب تبغى حملها | ولرب شرٍّ جرَّه التنقيب |
وعسى الذى فيه الحياة مبغض | وعسى الذى فيه البلاء حبيب |
لهفى عليك اليتم أول حاضن | لك بعدها والقابلات خطوب |
واستقبلتك نوادب ما كان ذا | يرجى ولكن البلاء نصيب |
لم يجدِ ما زعم الطبيب ببرئها | هيهات ان يقصى القضاء طبيب |
فبطبه سالت عليك مدامع | وبطبه انشقت عليك قلوب |
يا قبر لا تعبث بغصن قوامها | واحرص عليه إنه لرطيب |
جاءت بأكفان وثوب زفافها | لم يبله والله ذاك عجيب |
إنى أفاطم مذ نعوك عليلة | قلبى وطرفى ذائب وسكوب |
ما كنت أدرى قبل خطبك بالأسى | حتى دهتنى اليوم منه ضروب |
أرضيت سكنى القبر كيف وأنت لم | يعجبك بيت كنت فيه رحيب |
وحثوا ثراه على جمالك عاطلاً | أين الغلائل والحلى والطيب |
واهاً لعينىن جؤذر قد أغمضت | لك كان يحلو فيهما التشبيب |
ما كنت أحسب أن تغمض فى الثرى | رغماً ألا إن الحياة كذوب |
أصديقتى جلت عليك مصيبتى | والصبر فر وما أراه يؤوب |
عبدالعزيز يقال إنك صابر | فإذا جزعت فذاك منك غريب |
ولأنت أعرف بالشجاعة والقضا | ولأنت تبرأ أن يقال هيوب |
عش يا محمد بعد أمك سلوةً | لأبيك إن غابت فليس تغيب |