في موعد الغيوم
تقابَلا
| |
في موعدِ الغيومِ ..
| |
بُرْعُماً وجدولا
| |
تقابَلا .. ففاضَ في عَيْنَيْهِمَا الحَنينُ
| |
راحِلاً ومُقبِلا
| |
تَكَلَّما .. كأنَّما تَعَندَلا !
| |
تفجَّرَ الحنينُ فيهِما واسترسلا
| |
تبادَلا ..
| |
شوقاً يقرُّ في العيونِ هائِلا
| |
تَلاَمَسا .. كَأنَّما تَداخَلا !
| |
وغَابَ لَيْلٌ مُعْتِمٌ
| |
لِضوءِ سِرٍّ انجلَى
| |
تَرَاقَصَا .. كنَجمَتَيْنِ تومِضانِ فَرْحةً
| |
كَنَغْمَتَيْنِ في الهواءِ للبعيدِ تَرْحَلا
| |
تَعانَقا ..
| |
وسَافَرَ النَّعيمُ في روحَيْهِمَا .. فما تَمَهَّلا
| |
تَساءَلا : وهل يدومُ ذلكَ الحنينُ سَرْمدا
| |
يدومُ ما قد أمِلا ؟
| |
تأمَّلا .. نهراً يُرقرِقُ الغِناءَ في قَلبَيْهِمَا
| |
ومَوعِدَيْنِ للشُّروقِ في العيونِ أقبَلا
| |
تَضَاحَكا ..
| |
وأفسَحَ النعاسُ في روحيهما مدى
| |
فسافرا للحُلمِ نائِمَيْنِ في حدائق الربيعِ
| |
زهرةً وبُلْبُلا
| |
-----------------------------
| |
استيقَظَا
| |
كَأَنَّمَا تَبَدَّلا !
| |
ورَاحَت العيونُ تَلتقي
| |
كَأنما الأَسى يلُفُّها ..
| |
.. كأنَّما تساؤُلا ..
| |
يقرُّ في العيونِ جَارِحَاً وقاتِلا !
| |
تَنهَّدا ..
| |
تَمَلمَلا
| |
تَكَلَّما .. فأُضرِمَ الحوارُ مُشْعَلا
| |
تَغَيَّرَا ..تَحَوَّلا
| |
تَبادَلا الجَفاءَ والخصامَ في قساوةٍ
| |
وردَّدَ الصَّدَى
| |
لحناً يغيبُ في السُّكونِ بعدَما علا
| |
تَبَاعَدَا ..
| |
خبا النَّهارُ في العيونِ
| |
والرَّبِيعُ عادَ ذابِلا
| |
تَبَاعَدا
| |
تلاشيا هُناكَ في متاهةِ الغياب
| |
نَجمَتانِ مرَّتا لِتَرْحَلا
| |
لم يَبقَ من صَدى لِقَاهما في مَوعِدِ الغيومِ
| |
غيرَ طيفهِ الشَّفيف
| |
وعَبْرَتَانِ تأمَلانِ عودةَ الحنين
| |
دونَ أن تُؤَمَّلا
|