موتوا لأجل القدس
النيلُ يبكى والفراتُ ينوحُ
| |
لا تعجبوا إن الحسينَ ذبيحُ
| |
أيامُنا متشابهاتٌ كلها
| |
فيها العروبة عزها مسفوحُ
| |
مات الحبيبُ فماتَ فيه رجاؤنا
| |
والخيرُ فى بعض القلوب شحيحُ
| |
والآي كم تتلى فلا هدىٌ لها
| |
ونسائمُ الهادي البشيرِ تفوحُ
| |
ما هاجنى إلا بكاءُ صغيرةٍ
| |
تعوي وبالسرِ المصونِ تبوحُ
| |
ويلاهُ إن النارَ تحرقُ مهجتي
| |
تشكو فأصرخُ فى الورى وأصيحُ
| |
يا أمة ماتتْ وماتَ حياؤها
| |
والمبتلى فيها هوَ المفضوحُ
| |
ما سرتُ إلا فى بحارِ مدامعي
| |
والخوفُ يخفى مرةً ويلوحُ
| |
فصرختُ من ألمي وقلتُ معاتبا
| |
موتوا كراماً فالحبيبُ جريحُ
| |
يا أمةً عَشِقَ الهوانَ رجالُها
| |
وأذلها التخويفُ والتذبيحُ
| |
فقدتْ بكارتَها المنى وَلَئِنْ أَتَى
| |
لخلاصِهَا نوحٌ لأخفقَ نوحُ
| |
الذل كبلها وحرمَ دمعَها
| |
وتألمتْ ويخالفُ التصريحُ
| |
********
| |
أنا يا أخا الأحزان أحمل فى دمى
| |
عشقا لغزة والفؤاد جريحُ
| |
الموت فى أنحاء غزة ظاهر
| |
والعز فى جنباتها مطروحُ
| |
الموت فى أنحاء غزة إنما
| |
ريح المذلة فى اليهود تفوحُ
| |
الموت فينا والمذلة فيهمو
| |
وحماس تشدو واللسان فصيحُ
| |
فى بيت لاهيا فى ربوعك غزة
| |
سمة على أنف الكرام تلوحُ
| |
إني أرى الزهار يكتبها دما
| |
ودم الرياسة فى البلاد شحيحُ
| |
أنا يا هنية ما رأيتك مرة
| |
إلا وحرك مهجتي التسبيحُ
| |
سبحان من أسرى بعبد ليلة
| |
ما كان لولا فضلها سيروحُ
| |
>> أنا يا رسول الله أرفع غضبتي
| |
فليقتلوني فالسهام تريحُ
| |
وليغلقوا دوني المعابر كلها
| |
أنا لن أموت ورزقه ممنوحُ
| |
إن يطحنوا جسدي على خد الرحى
| |
طلبا لموتى لن تموت الروحُ
| |
يا مصر يا أم البلاد سؤالنا
| |
حتى متى يتألم المجروحُ ؟
| |
الغاز أم فتح المعابر أشتكى
| |
والموت يحصد والحصار صريحُ
| |
نتقاسم اللقمات نغمسها دما
| |
وطعامكم فوق التراب طريحُ
| |
والعرب ملء جفونهم نوم الضحى
| |
تحت الأباتشى هل ينام جريحُ ؟!
| |
شعب يغرد والقنابل صوته
| |
والموت فى أرض الرباط مديحُ
| |
جهد المقل هواي نبض مشاعري
| |
صرحت لما خانني التلميحُ
| |
*******
| |
فى القدسِ أناتُ الصغارِ تهزنا
| |
وكأنها التهليلُ والتسبيحُ
| |
رباهُ إن السيلَ قد بلغَ الزبى
| |
ودماؤنا فوق الترابِ تسيحُ
| |
نشكو إليك صلاحَنا وجنودَه
| |
كدنا نجنُ لفعلهمْ وننوحُ
| |
قل يا صلاحَ الدينِ مَنْ يُصغى لَنَا ُ
| |
وجراحُنا دميتْ وأنتَ شَحيحُ
| |
أعراضُنا هُتكَتْ وذي أوطانُنا
| |
كم ضج فيها مسجدٌ وضريحُ
| |
إني أرى العذراءَ تسكبُ دمعَهَا
| |
تغدو وقدْ أسفتْ لَنَا وتَروحُ
| |
إني أرى طهَ وبينَ عيونِهِ
| |
شكوَى وفى نبراسِهِ تَلويحُ
| |
موتوا فإن العز تحتَ سيوفكم
| |
والحقُ تلويحُ الحبيبِ صَريحُ
| |
من يَحمنا يَا أمتي منْ خوفِنَا
| |
إنً كنتُ أبنى والصديق يُزيحُ
| |
توبي إلى الرحمنِ عودي حولَنَا
| |
فهوَ الذي يَهبُ العُلا ويُتيحُ
| |
موتوا لأجلِ القدسِ كونوا قوةً
| |
إن التفاني فى المليحِ مليحُ
| |
بانتْ سعادُ فَهَيجَتْ كعباً وكمْ
| |
عَصَفَتْ بكعبٍ فى الصبابةِ ريحُ
| |
والقدسُ بانَ الحسنُ فى أرجائهَا
| |
مَن يا تُرى يَصبو لَها ويَبوحُ
| |
مَن ذَا يُزيحُ الحزنَ عَنْ أجفانهَا
| |
رُفعَ المسيحُ فهلْ يعودُ مَسيحُ؟!
| |
مَن ذَا يَلم الشملَ يَجمعُ رَأْيَنَا
| |
جمعا فقدْ أَوْدَى به التبريحُ
| |
هذا حبيبٌ أَبْعَدَتْهُ جراحُُهُ
| |
هذا عدوٌ قُربُه مَمَنُوحُ
| |
ودلائلُ العشاقِ لا تَخْفَى وإنْ
| |
كتموا الجوى فدمُوعُهُم ستبوحُ
| |
إني أرى الأحجارَ قد نطقتْ هوى
| |
تمضى وتضربُ غرها وتُطيحُ
| |
قل لي لماذا هواكَ لم يقطرْ دما
| |
والقلبُ من داءِ الغرامِ صحيحُ؟!
| |
أفصحْ فإن السيفَ أصدقُ رايةً
| |
إن كنتَ تهوى والحبيبُ جريحُ
| |
هذا كتابُ اللهِ يختصرُ المدى
| |
وعلى فمِ الهادي نما التوضيحُ
| |
فَلِمَ التخاذلُ والتخوفُ والبكا
| |
والعيشُ فى ظلِ الإلهِ مُريحُ؟!
| |
ولم نَصُد قلوبَنَا عن بابِه
| |
واللهُ دوماً بابُه مفتوحُ؟!
| |
ولم نُذل رقابَنَا لعدوِنَا
| |
وينالُه رغمَ العَدَاءِ مَديحُ ؟!
| |
ولم نبيعُ القدسَ وَهْىَ رَجَاؤُنَا
| |
ورجاؤنا بلهيبنا مَلفوحُ؟!
| |
هذى مآذنُها تُناجى ربَها
| |
والمسكُ من جسدِ الشهيدِ يَفُوحُ
| |
نحنُ الذينَ تجمعوا فى بَيْعِهَا
| |
مَا بَاعَهَا التعذيبُ والتجريحُ
| |
خُنا فلمْ تَيْأَسْ وكانَ بِوِسْعِهَا
| |
واليأسُ من بعضِ الأمورِ مُريحُ
| |
وفهمتُ بعدَ فواتِ أمري أنني
| |
جسدٌ وأن جهادَنَا الروحُ
| |
حاولتُ أن أبكى فعاندني البكا
| |
فعلمتُ أنى للجهادِ جَمُوحُ .
|