أبهَى قصائدِ شِعرِي
جمال مرسي
أَبهَى قَصائدِ شِعرِي قلتُها فِيكِ | و أَطيَبُ الشَّهدِ شَهدٌ كانَ مِن فِيكِ |
أَزهَى زُهورِ الهوى تِلْكَ التي نَبَتَت | في حِضنِ قلبيَ ترويها مراويكِ |
ما أجملَ النفيَ لو أُنفَى فتُطْلقٌني | عيناكِ ، كي تستبي قلبي منافيكِ |
ما أصدقَ الشِّعرَ في عينيكِ مُلهِمَتي | وأكذبَ الشعرَ إِن لم يُرتَجَل فيكِ |
و كيفَ تَشربُ ماءَ الصِّدقِ قافيَتِي | ما لم يَكُنْ نبعُها الصَّافي قوافيكِ |
و كيفَ أرضَى لأمواجي و أشرعَتي | مرافِئاً لم تكن يوماً مرافيكِ |
إذا نَطَقتِ ، فإنَّ الكونَ أجمعهُ | صدىً لصوتِكِ ، معنىً من معانيكِ |
و إن شدوْتِ فإنَّ الطيرَ قاطبةً | قيثارةٌ عَزَفَت أحلى أغانيكِ |
يا من عَبَقتِ بِعِطرِ الحُبِّ أزمنتي | فامتاحَ حاضِرُها من فَيْضِ ماضيكِ |
ما كانَ للعطرِ أنْ يَسرِي بأورِدَتي | يا نفحةَ العطرِ إلا مِن مغانيكِ |
أنتِ الجمالُ الذي في وَصفِهِ عَجَزَت | عينُ القريضِ ، وحارت كيف تُرضيكِ |
هل يغرفُ البحرُ مِنْ عينيكِ سيّدتي | سُبحانَ مَن صَوَّر البحرينِ ، باريكِ |
أم يسلبُ الوردُ من خدَّيْكِ حُمرَتَهُ | و الفُلُّ يخجلُ يوماً لو يُباريكِ |
و الفجرُ مِن وجهِكِ الوضَّاءِ مُنبَثِقٌ | و الليلُ قِطعةُ سِحرٍ مِنْ لياليكِ |
يا بهجةَ العُمرِ ، إنَّ العمرَ مُرتَحِلٌ | صَوْبَ النِّهايةِ إنْ تُمسِك غواديكِ |
ضُمِّي فؤادي، فقد ألفيْتُهُ نَضِراً | كَنَبتَةِ العُشبِ، ترعاها أياديكِ |
ضُمِّي العيونَ التي لم يَغفُ صاحِبُها | إلا لينهلَ في الأحلامِ من فيكِ |
يا مَن بِحُبِّكِ قد غيَّرتِ باديَةً | .. لولاكِ ما صَدَحَت بالحبِّ .. أفديكِ |
قُولي بِرَبِّكِ يا نبضي و يا لُغَتي | لو طُوِّعَت لُغَتِي ماذا أُسَمِّيكِ |
هل كُنتُ أقبلُ ألقاباً يُردِّدها | مَن كانَ قبليَ يا قمراءُ أهديكِ ؟ |
و أنتِ أنتِ أيا بلقيسَ مملكتي | أميرةٌ ، و الحنايا مِن جواريكِ |