أبتاهُ هل حقاً تعود ؟!!
ادوا رفاقك يا أبي فمتى تعودْ...
| |
لتلملم الحزن المعربد في جبين الشمس ...
| |
في صوتِ البلابلِ
| |
في ابتسام البدر ... في لون الورودْ..
| |
وتطارد الأشباح بين ضلوعنا... بين دموعنا
| |
بين الدم المنساب تَقْطُرُ في الوريدْ
| |
ومتى ستعلن أننا هاقد أفقنا..
| |
وبأنَّ ليلَ قلوبنا ما عاد يهزمه سوى صبحٍ جديدْ
| |
أبتاه إن الخوفَ أنحلنا .. وكبَّلنا وأمعنَ في القيودْ
| |
واستعبد العبراتِ في ضحكاتنا ...
| |
ومضى يطاردنا ... يحاصرنا
| |
يطوِّق كلَّ جيدْ
| |
في ثوب أمي تنقشُ الأحزانُ قصتَها وتحتكرُ الخدودْ
| |
وبكاء أختي والأنينُ يذيبُها...
| |
ودموع جدي
| |
وانتحاب أخي الوليدْ
| |
حتى السماء تثائبت .. وتجهَّمَت...
| |
ما عاد فيها من ضياءٍ باسمٍ
| |
ما عاد فيها أي طيرٍ هائمٍ...
| |
ما عاد فيها غير قهقهة الرعودْ
| |
أبتاه هل حقا تعود؟
| |
في كل يومٍ نستعيدُ الذكرياتْ
| |
الصبح يلثَمُ ضوءُه وجهَ المنازِلِ يستحثُ الأمنيات
| |
والشمسُ تستبِقُ الخُطى نحو الحقولِ الناضراتْ
| |
والطائر الغرّيدُ ينقرُ شُرْفَتي .. يشدو بأحلى الأغنياتْ
| |
فأساءل العصفورَ عذراً .. يا أرقَّ الكائناتْ
| |
ما هاج شوقكَ أيها العصفورُ.. قل لا فُضَّ فوكْ
| |
فيجيب مبتسماً " لعمري أيقظَ الدنيا أبوكْ"
| |
قد قام ينتهبُ الخطى للباقياتِ الصالحاتْ
| |
واليوم نجلس يا أبي كي نستعيد الذكرياتْ
| |
فالصبح أقبل واجماً يرعى الوعودَ الزائفاتْ
| |
والشمس كبَّلَها الأنينُ
| |
وهاجها وخزُ الدروب الشائكاتْ
| |
والطائر الغريدُ .. أهملَ شُرْفَتي ...
| |
ويمرُّ بي دون التفاتْ
| |
فأسائلُ العصفورَ "رفقا يا أرق الكائناتْ
| |
ماذا أصابك أيها العصفور قل لا فضَّ فوكْ "
| |
فيجيب في ألمٍ "لعمري أحزن الدنيا أبوك"
| |
فالقلب من فرط النَّوى .. يبكى بكاءَ الثاكلاتْ
| |
ونعود يعصرنا الأسى...
| |
لنقاومَ الجرح العنيدْ...
| |
ونراك في أحلامنا طيفاً يحملقُ من بعيدْ
| |
أبتاه هل حقا تعود؟
| |
أبتاه نرجوا أن تعود
| |
أبتاه ندعوا أن تعود
|