الرئيسية » » ستيفن سبندر | فرحة في الهاوية

ستيفن سبندر | فرحة في الهاوية

Written By Lyly on الخميس، 25 ديسمبر 2014 | ديسمبر 25, 2014


فرحة في الهاوية

حين زلزلت أسس البيوت و ارتجت العمد،

ارتجفت من هلع وارتعبت- وأنا في الظلام

من الصورة التي سترسمها هذه العظام

عظامي، في حدقات العيون

في لمحة خاطفة أضاءها الانفجار

حين يكون المنزل المنهار

قد أطمس كل تعبير

من حياتي المضاءة بشمس النهار

في صورة واحدة من الرعب الأخير

وهو يدينني دينونة ما بعدها من معاد.


لكن الوجيف مر، وتراكم من حولي الزجاج

وقمت من لاذع الغبار،

وفي الليل بت أجوب

بين المنازل المقعقعات بالحريق:

نبياً باحثاً عن ألسنة من لهيب النار!


وإزاء مجال خلفهن من السحاب

رأيت المنازل ركعاً، مفضوحة

في صلاتها الأنانية الدنيئة

مما يقال في كل قرن من الزمان:

أيها القدر، فلتحمني هذه الليلة

من الحزن الذي أنزل بجاري سوء العقاب! 

ولو أميط الحجاب

عن رؤوس الأحياء من الناس أجمعين

لتكشفن عن مثل هذا الدعاء،

هذا الذي لا يعرف الحياء.


وفي الليل الزمهرير

رأيت موتي الأزمان كلها- غير عابئين

بمصيرنا الملغم بالكبريت في عالمنا الأسفل-

يطفون علي أمواج مدٍّ هاديء كبير،

بين زبد النجوم، علي المدينة-

المدينة التي ما جدرانها من اللحم والحجارة

إلا بيوت كراء تعمرهن الروح

في رحلتها بين الموت و الميلاد.

كانت الشوارع ملأي بأنبياء لندن

وبالقديسين من حديقة كوفنت وحقول بالمنت هل

وهامبستيدهيث، ولامبث

وغابات مقبرة القديس جون!

وكانوا يصرخون بأصوات مبينة يلهبها الحماس:

في غمرة الحياة يكمن الردي 

وركعوا جميعاً وراحوا يصلون

ضد البؤس الذي يصنع في المناجم والسفن

والمعامل،

وضد جشع التجار وآمال الكنائس الباطلة،

ويلعبون مع الأطفال، ويتأملون الزهر عاجبين،

ويفتحون أبوابهم الخفيضة، داعين

إليهم الملائكة-

الملائكة الذين كانوا ذات يوم

يتسلقون أبراج الكنائس السحم بالدخان،

كما لو كانوا مظلات أبراج

أو كانسي مداخن.


وباتوا يغنون:

نحن الأرواح من أسفل سافلين

- نرقص في السكينة الجليد في أعالي الهواء،

وقد ألفنا حقول النجوم-

نقول الآن: فلتفرحوافي ظلمة الهاوية،

فجوفاء هي الهامة، هذا الخواء

طي النضار الطافي من صليب القديس بولص،

وما لم تتقبل ألبابكم ذلك الفراغ

نواة لما تبنون وللحب الذي تحبون،

تحت أجراس من زهر الكشتبان

وأجراس الأبراج-

فما غايات الإنسان جميعاً غير إنكار بليد،

وكل حياة تغتذي بحزن الآخرين،

وكل وجه لإنسان يدعو السماء دون حياء

إنما يدعو أن يكون في نجاء

من المصيبة التي تصفع كل وجه في الجوار.
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads