ثناءٌ على بذرة
الى فتحي عبد الله
اصدقائي يجبّونَ الحدائق وغناء الاطفال
في الاهوارِ والتلال البعيدة ,
احترمُ من يعتذرُ الى حصانٍ ,
يدلّل كلباً , يمسّدُ عندليباً
يتزحلقُ على جليدِ جبلٍ وحيد
يجلبُ ماءً الى عجوز في قرية
ملحاً لماشية , اعشاباً
ولا يذهبُ الى بلاد الغربةِ ليجني التوت
او يشتغلَ في المناجم .
عن هذا كلهِ اكتبُ دون حسراتٍ ولا يأس
انا اللامبالي , في الماضي , بمرحِ زملائي الصبيانِ في المدارس
انه وقتي لأتعلّم الثناء على بذرةٍ تصيرُ شجرة
والوّحَ لنهرٍ يمرّ , فهو رفيقٌ قديم
ولمياهه مذاق السنابل
*
نعم انا شاعرٌ كسول , لذا اكتبُ كل يوم
كتبي الورقية نفدتْ قبل سنين
لم تصلني ليرة واحدة
من اي مكان
*
احملُ كيساً فارغاً لاغراء لصوصٍ
وانا اجوبُ في مدنِ ذاكرتي
اقفُ امام اكاديميةٍ للفنون , ستائرها مسدلة
والغسقُ , من امامي وورائي , يقتربُ بخطى لص
*
انصتُ في فراشي الى نواح خنزيرٍ
في مقطعٍ من احدى قصائدي
اقومُ واسحبُ مجموعة شعرية لي من المكتبة
اعيدُ كتابة ذلك المقطعِ وافتحُ له الباب , فلا يذهب
*
لا انظرُ في اي وقتٍ الى مرآة
كي لا ارى يديّ المتسختين بفحمٍ من منجم
انا كريمٌ مع فمي , اتكلمُ معهُ في دربي الى بستان
اتحملُ اسئلتهُ وثرثرتهُ حتى هناك