مساءٌ في بيتي
*
من اجلكِ ادفعُ , بيديّ , غيمةً واقفةً
امام بيتي .
ساضعُ سريرنا العريض هناك
وسط اعشابٍ برّيةٍ واحجار تلينُ في الليل ,
اطلبُ من خادمتي تتركني وحدي
لأكتب قصيدةً ملحمية عن عباس بن فرناس
وابنه الذي زارني قبل سقوطه المحزن
*
بعد عمرٍ طويلٍ وفاشل , تعلمتُ لا اذودَ عن اي شيء
مبادئي قليلةٌ جداً , منها التحمّم قبل النوم
وصبغ حذائي في نهاية الاسبوع
*
انا بلا املٍ حولَ روايتي الأخيرة :
هربت شخصياتٌ منها , اختفتْ
اعتقلوا بعضهم بعدما انخرطوا في مظاهرةٍ
ضد باعة الفستق .
كل ليلة , ولساعات , اتساءلُ كيف انقذهم
من سجونٍ قديمة :
لا املكُ مالاً لمحامينَ ولا لأرشو قضاةً
او حراساً لتهريبهم
*
اتطلعُ من شباكي , ارى كلباً ضالاً
يشبهُ كلب جياكوميتي , جندياً يهرولُ
يتبعهُ سجينٌ مصفّد ويغني ,
يمرُّ بائعُ توابل على دراجة , حاملاً اعلاناً على ظهرهِ
فيه صورة ابي . لا ادري من هو ولا معنى هذا
لكني لا اخفضُ بصري امام مشهدٍ جميلٍ كهذا
*
يتوجّبُ عليّ الاحتفاء بالرعاة
ينقرضونَ في كلّ مكان , بدائلهم طائراتٌ مروحيّة :
طويلاً تنزهوا في مقاطعي , مع حائكات قرى
من بساتيني ملأوا افواههم بالتوتِ
والعنب المجفف , جيوبهم بهدايا غرفتي الملكية
وما في رأسي .
*
كتابتي واقعية , نبوءاتها تشجعُ العميانَ على الانتظارِ
امامَ خيمِ لاجئين , حتى يصلَ من يحملُ اليهم
امشاطاً ومرايا ثمينة
سلاماً ايضاً للصوص المعابدِ والقطارات :
فرصتي لأثني على خدماتهم في قصائدي
طوالَ سنوات .
الى البحرِ ساحملُ وساماً ـ صديقٌ لايعرفُ المللَ
ويغرقُ في النهايةِ كل من يرتدي خوذةً
والتمسُ منهُ يواصلَ هذه العادة النبيلة
*
اسافرُ بعد ايام الى فصل الشتاء
لأبحثَ عن انثى . ساغريها بلساني الخشن ,
بالوان ملابسي وكلماتي التي من البراري
احملها الى غرفتي العالية , حيث الضيوف اكثر خجلاً
استدرجُ حوذيين وكلابهم الى حفلتي
بمائدةٍ عامرةٍ بالطحالب , فواكه اعماق المحيط
وباملاحِ من صخورِ هذا الشاطىء