الرئيسية » » قيلولةُ خفاش | صلاح فائق

قيلولةُ خفاش | صلاح فائق

Written By كتاب الشعر on الخميس، 27 نوفمبر 2014 | نوفمبر 27, 2014

قيلولةُ خفاش
*

ارى كائناتٍ غريبة في السماء
تعدّ وتصوّر احدى الضواحي 
التي تسكنُ فيها امي .

لا ادري ماذا يعني هذا , او اسأل من ؟

*

جئتُ هنا لأني احنّ الى اصدقاء قدامى

مازلتُ اسمعُ اناشيدهم , ترافقها قرقعات طناجر

القاها جنودٌ في طرقاتٍ وهم يهربون من

اعداء لم يصلوا .

*

وعودٌ في كلّ مكان , كبيرة وصغيرة

لايعطيها الا مدمنٌ على الماريوانا

اذا اقتنعتَ بكلامهِ , سيظهرُ لك فلاسفةٌ جاءوا من المريخ

وقرروا ان لا يعودوا اليه .

*

دائماً , وفجاةً , اجدني بين جدارين

مظلمٌ تقريباً واتعثرُ بقططٍ نائمة

منذ سنواتٍ لم امرض في هذا البيت

ينتحبُ اذا فعلتُ

*

صوت ناي بعيد يأتي ويبددُ ضجري

من عوانس جميلات ومن امهاتهن :

يحتضنّ دمى كبيرة لدببة

هذا يغضبني

*

اجتازُ باباً , اجدني في مسرح مضاء

بلا جمهورٍ , ممثلين , وهناكَ حسناء عارية

تلوحُ لي من مقعدٍ في الوسط . اذهبُ اليها

تبدأ تصرخُ وتستنجدُ , يدخلُ شرطيّ يعتقلني وهو يبتسمً

لماذا كانَ يبتسم ؟

*

اعرضُ غرفتي جائزةً لأفضل قصيدةٍ

لا يكتبها شاعرٌ او اي شخص

هكذا سنعرفُ من كتبها , فهو منّا وبيننا

من يتقدمُ ليستلمَ الجائزة , ساصفعهُ :

فهي ليست مكتوبةً من قبل احد

*

اقولُ لك بأني عابرُ سبيل

لاتغريني المدنُ وذكرياتها

انامُ مع حيواناتٍ ضالة عند الأفق

واتغطى في الليل بقطعة ضبابٍ او ظلام

*

مرّ يومهُ بلا افراحٍ , ليس في السماء سوى نجمتين

اعتمرَ قبعة مكسيكية كي يبدو مهرجاً , لم تنفعهُ

نادى , من احدى قصائدهِ , حصاناً وحاول تدليلهُ

تفاداهُ الحيوان , كانا صديقينِ في الماضي

جلسَ يائساً على دكّةٍ وبدأ يشتمُ الحصان

*

انا متعبٌ ـ جففتُ ثيابي على مدفأة

اقفُ في مقهى , بوجهٍ شاحبٍ وكفّينِ مليئتين

بشقوقٍ سببَها البردُ , لأتقيأ على اغنياءَ

يقهقهونَ قربي

يندفعُ نادلٌ مذعورٌ ويعتذرُ منهم

بينما اخرجُ , سامعاً اغنيةً بذيئةً عن الاميركان

وشتائم رهيبة من اغنياءَ , بستراتهم الطويلةِ ,

ضد كل الشعراء

*

انا رئيسُ نفسي , محظوظٌ لا يحتاجني احد

كلنا رؤساء , هذه حقيقة , نحفلُ باليأسِ والحبور

قواي العقلية , رغم ضعفها , لا تُستنفد

لا يضيرني النومُ في فراشٍ محشوٍ بالقش

*

انا اسخرُ , انا اذن موجود

اشجعُ الآخرين على الانتحارِ

بطريقةٍ غير مؤذية , لا امنعُ احداً من دخول قصائدي

ليبحثَ فيها عن كلبه الضائع او إمرأته المختفية

لكني لن اسمحَ له يخرجَ في سهولة :

عليه ان يخبرني كيف اجوبُ الآن في حديقةٍ

فيما اكتبُ قصيدتي هذه في غرفتي ؟

*

ذات مرة كنتُ في كربلاء , ارتدي ملابس فلاّح

معي رفيقٌ انتحرَ في السويد قبل سنوات

كان يحملُ فواكهَ الى اسرةٍ شيوعية

مشينا اميالاً حتى وصلنا , وفي جيوبنا قنابل

*

لتعاقرَ نبيذاً جيداً , عليكَ انتظار نضوج العنب

حتى ذلك الوقت , تحمّلْ ضجرَ إمرأتكَ منك ,

زيارة الدائنين , وقيلولة خفاشٍ في سقيفتك

لبضع ساعاتٍ كل يوم

*

اغتاظَ ساعٍ للبريد في المدينة

حين سالتهُ عن عنوان المبغى

فجأةً سمعتُ ايقاعاً لمسيرةٍ عسكريةٍ

ابتعدتُ , اختبأتُ بين اغصانٍ مثل فهدٍ

مرّ عبيدٍ وجاريات مع باعتهم , حمَلة اعلام

وشعراء الى قراءاتٍ في مهرجان

*

منذ الصباح يطرقُ بابي مرابيّ كهل

اخرجُ اليه وفي يدي هراوة ضخمة , تليقُ بلصٍ ,

فيهربُ صارخاً .

هكذا , مرة اخرى , افشلُ :

قبل فترة , عند فراري من مستشفى

صادفتُ بائعَ اسمالٍ كان الطبيب الذي

عضّ ذراعي اليمنى , شتمتهُ

لم يرد

*

افكرُ بترتيب غرفتي من جديد

غسل الشبابيك , تغيير الشراشف والستائر

تنظيم المكتبة , واكتشفُ اني بلا مكنسة

اجثو على ركبتيّ , ادعو الله ان يرسلَ لي مكنسةً

اتيقنُ , بعد وقتٍ , لن يرسلها

رغم رجائي .


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads