لا ادري ماذا يعني هذا , او اسأل من ؟
*
جئتُ هنا لأني احنّ الى اصدقاء قدامى
مازلتُ اسمعُ اناشيدهم , ترافقها قرقعات طناجر
القاها جنودٌ في طرقاتٍ وهم يهربون من
اعداء لم يصلوا .
*
وعودٌ في كلّ مكان , كبيرة وصغيرة
لايعطيها الا مدمنٌ على الماريوانا
اذا اقتنعتَ بكلامهِ , سيظهرُ لك فلاسفةٌ جاءوا من المريخ
وقرروا ان لا يعودوا اليه .
*
دائماً , وفجاةً , اجدني بين جدارين
مظلمٌ تقريباً واتعثرُ بقططٍ نائمة
منذ سنواتٍ لم امرض في هذا البيت
ينتحبُ اذا فعلتُ
*
صوت ناي بعيد يأتي ويبددُ ضجري
من عوانس جميلات ومن امهاتهن :
يحتضنّ دمى كبيرة لدببة
هذا يغضبني
*
اجتازُ باباً , اجدني في مسرح مضاء
بلا جمهورٍ , ممثلين , وهناكَ حسناء عارية
تلوحُ لي من مقعدٍ في الوسط . اذهبُ اليها
تبدأ تصرخُ وتستنجدُ , يدخلُ شرطيّ يعتقلني وهو يبتسمً
لماذا كانَ يبتسم ؟
*
اعرضُ غرفتي جائزةً لأفضل قصيدةٍ
لا يكتبها شاعرٌ او اي شخص
هكذا سنعرفُ من كتبها , فهو منّا وبيننا
من يتقدمُ ليستلمَ الجائزة , ساصفعهُ :
فهي ليست مكتوبةً من قبل احد
*
اقولُ لك بأني عابرُ سبيل
لاتغريني المدنُ وذكرياتها
انامُ مع حيواناتٍ ضالة عند الأفق
واتغطى في الليل بقطعة ضبابٍ او ظلام
*
مرّ يومهُ بلا افراحٍ , ليس في السماء سوى نجمتين
اعتمرَ قبعة مكسيكية كي يبدو مهرجاً , لم تنفعهُ
نادى , من احدى قصائدهِ , حصاناً وحاول تدليلهُ
تفاداهُ الحيوان , كانا صديقينِ في الماضي
جلسَ يائساً على دكّةٍ وبدأ يشتمُ الحصان
*
انا متعبٌ ـ جففتُ ثيابي على مدفأة
اقفُ في مقهى , بوجهٍ شاحبٍ وكفّينِ مليئتين
بشقوقٍ سببَها البردُ , لأتقيأ على اغنياءَ
يقهقهونَ قربي
يندفعُ نادلٌ مذعورٌ ويعتذرُ منهم
بينما اخرجُ , سامعاً اغنيةً بذيئةً عن الاميركان
وشتائم رهيبة من اغنياءَ , بستراتهم الطويلةِ ,
ضد كل الشعراء
*
انا رئيسُ نفسي , محظوظٌ لا يحتاجني احد
كلنا رؤساء , هذه حقيقة , نحفلُ باليأسِ والحبور
قواي العقلية , رغم ضعفها , لا تُستنفد
لا يضيرني النومُ في فراشٍ محشوٍ بالقش
*
انا اسخرُ , انا اذن موجود
اشجعُ الآخرين على الانتحارِ
بطريقةٍ غير مؤذية , لا امنعُ احداً من دخول قصائدي
ليبحثَ فيها عن كلبه الضائع او إمرأته المختفية
لكني لن اسمحَ له يخرجَ في سهولة :
عليه ان يخبرني كيف اجوبُ الآن في حديقةٍ
فيما اكتبُ قصيدتي هذه في غرفتي ؟
*
ذات مرة كنتُ في كربلاء , ارتدي ملابس فلاّح
معي رفيقٌ انتحرَ في السويد قبل سنوات
كان يحملُ فواكهَ الى اسرةٍ شيوعية
مشينا اميالاً حتى وصلنا , وفي جيوبنا قنابل
*
لتعاقرَ نبيذاً جيداً , عليكَ انتظار نضوج العنب
حتى ذلك الوقت , تحمّلْ ضجرَ إمرأتكَ منك ,
زيارة الدائنين , وقيلولة خفاشٍ في سقيفتك
لبضع ساعاتٍ كل يوم
*
اغتاظَ ساعٍ للبريد في المدينة
حين سالتهُ عن عنوان المبغى
فجأةً سمعتُ ايقاعاً لمسيرةٍ عسكريةٍ
ابتعدتُ , اختبأتُ بين اغصانٍ مثل فهدٍ
مرّ عبيدٍ وجاريات مع باعتهم , حمَلة اعلام
وشعراء الى قراءاتٍ في مهرجان
*
منذ الصباح يطرقُ بابي مرابيّ كهل
اخرجُ اليه وفي يدي هراوة ضخمة , تليقُ بلصٍ ,
فيهربُ صارخاً .
هكذا , مرة اخرى , افشلُ :
قبل فترة , عند فراري من مستشفى
صادفتُ بائعَ اسمالٍ كان الطبيب الذي
عضّ ذراعي اليمنى , شتمتهُ
لم يرد
*
افكرُ بترتيب غرفتي من جديد
غسل الشبابيك , تغيير الشراشف والستائر
تنظيم المكتبة , واكتشفُ اني بلا مكنسة
اجثو على ركبتيّ , ادعو الله ان يرسلَ لي مكنسةً
اتيقنُ , بعد وقتٍ , لن يرسلها