شبحٌ يكنسُ غرفتي
*
بعد ايام من العمل , انتهيتُ من صنعِ صليبٍ لي
من بلاستيك , حملتهُ امس ودرتُ في ازقةٍ جزيرتي
تبعني كثيرون , منهم عجائز بلحى
خلفهم , حين التفتُّ الى الوراء , رايتُ طالباتٍ يدفعن بيانو
لا ادري الى اين َ , ولماذا ؟
لم اسالْ احداً .
مضيتُ اجرجرُ صليبي , يساعدني لصّ
*
لاجدوى من غرابٍ يعتني بك
اثناءَ اعصار
عليكَ ابعاد مياهٍ هائجة عن يديك
إما باشجار سنديان قرب البيت
او تهديدها بصراخ النوارس
وهناك ريحٌ فقدتْ قدرتها على الوقوف
بسبب قواها الداخلية , دعها تمرّ في خرائب حياتك
وذكرياتها
لاجدوى من اعتنائك بغراب
اثناء اعصار
*
اكتبُ قصائدي في سردابٍ متخيل
فهو مصحتي الشعرية .
في مكانٍ كهذا , حضرتُ اجتماعاتٍ لأتضامنَ
مع البشرِ في كل البلدان ,
وصادفتُ هناكَ متحمسين ياكلونَ حلوى
وتحت آباطهم كتبُ ماركس .
في ما بعد , مظهري الوسيم ومزاجي الفكاهي
لم ينقذاني من صفعاتِ وشتائم رجال الأمن
في سردابٍ بغداديّ قديم .
*
تواريتُ عن انظارِ اصدقائي لفترةٍ
بعدما شاهدتُ , من نافذة , ميتاً على مشرحةٍ
يطلبُ , من امهِ او زوجتهِ , وبغضبٍ ,
مساميرَ طويلة لتابوتهِ المصنوعِ من خشبٍ رخيص
*
انا متعبٌ اليوم , ابدو مثل نشالٍ متجول
كلّفتُ شبحاً كنسَ غرفتي
ودهليزاً يؤدي الى ميولي السرية .
تبجحتُ , قبل قليل , بالبهجةِ والسرور
حين اقبلَ نهرٌ ليرحب بي
بعد تجوالي الطويل
