عزيزي، صارت أحلامي مليئة بالطعام مثل أفكاري. يبدو أن برامج الطبخ لا تتركني حتى حين أنام. حلمت بالأمس أنني أسير فوق مساحات شاسعة من مكعبات الزبد. تغوص ساقي في سنتيمترات من القوام المخملي الأصفر. تنزلق قدمي وأسقط بالكامل في الذهب اللين. أظل أتقلب في النعومة ثم فجأة يتضح لي أنني فوق قمة جبل شاهق من الزبد. تتعثر قدمي لأسقط من القمة فأجد نفسي أسبح في شلالات من الشوكلاتة الدافئة. أنهل من السائل البني اللامع. حين أصل للسفح ألاحظ شخصاً يلوح لي من بعيد. هذا أنت تقف على الضفة أمامي ولكنني يجب أن أعبر نهرين حتى أصل لك. النهر الأول من الكراميل. يغريني المزيج الثقيل الشهي أن أظل فيه للأبد ولكنني أقاوم وأسبح بقوة حتى أصل للنهر الآخر، نهر من الكريمة المخفوقة. أتنقل بخفة في هذا النهر الأبيض الهش الذي تتناثر أمواجه حولي كفقاعات صابون الاستحمام... حين أصل للضفة أدرك أنك قد رحلت، فأستلقي متعبة لتزكم رائحة الكاكاو أنفي. فالضفة ليست إلا حبيبات من الكاكاو ... تلفني الحبيبات البنية وتلتصق بي حتى تتشبع خلاياي بالكاكاو ... أغمض عيني حتى ينتهي الحلم.
