*
اتلهى في الليلِ , حين لا استطيعُ اكتبَ
او انام , اخرجُ الى حدائق المدينةِ
اشوّهُ باصباغٍ وجوه تماثيلَ
لقادةٍ , رجال اديانٍ وعسكريين
*
ينبغي طردُ التماثيلِ من المدنِ
الى وديانٍ بعيدة , غرقها في بحرٍ , محيط
لتعتني بها املاح المياه ـ تفتُتها , تتلاشى
فالتماثيلُ , في النهايةِ , امراضٌ
*
اتخيّلُ , وانا في شاطىء موحشٍ
جملاً يحاولُ دخولَ خرمِ ابرة
وعلى ظهرهِ حمولة حصى
يمتعني هذا المشهد , اتركهُ يحاولُ
*
صرتُ اذرعُ طرقاً وارصفة بخطى ثقيلة
أومىءُ الى ابوابٍ ترحبُ بي
وانا اتّجهُ الى قبورٍ لأوزعَ عليها شموعاً
فالليلةُ بلا قمر
*
احتفظُ بمنجلٍ في غرفتي , انظفهُ
ازيّتهُ مرةً في الشهر
لي ايضاً فانوسٌ من امي
ودراجة قديمة من كركوك
*
ضيوفك جاعوا , خرجوا الى السوقِ
ليبحثوا عن مطعمٍ رخيص
بينما انتَ تسحبُ غيمةً صغيرة
الى بيتك
*
كلما مررتُ امام مدرسةٍ ابتدائية
اتذكرُ طفولتي : معلّمٌ يبكي في الصف
لأني اجلسُ في آخر رحلةٍ
وارتجفُ من البرد
*
اليوم صادفتُ حوذيينَ يطبخونَ سلاحف
وراء مستشفى الحكومة
قررتُ اتجنبهم اينما كانوا , لا امشي في ذلك الطريق
ولا اردّ على تحياتهم
*
ماتقولهُ لك الكلمات , هو لأغواء نواياك
لفتحِ هذه القبضة التي تكتبُ وتدعي انها نهرٌ
لأزاحةِ بذورٍ واقفةٍ تحت الركبتين
وللوصولِ الى اعماقِ مياهٍ بين يديك
*
هذه نهايةٌ تستدرجُ يمامةً
من ارض اسوار وزقورات
ثلوجٌ قربكَ تتطلعُ اليكَ , ملوثة بغبارِ مسافات
والهواء الذي يحيطكَ , ينحني لكَ وكأنهُ يعتذر
*
انني غريبٌ وقت الفجر
اكتبُ قائمة احتياجاتي لهذا اليوم
منها قليلٌ من الهواء الطلق :
حتى لحظتي الاخيرة أحيا بكبرياءٍ تليقُ بلساني
*
ابحثْ عن البراءةِ في الشفقِ
لايجديكَ قناعٌ ولا اوراق لاجئين
اجعلْ احلامكَ حياتك
واحتفلْ باوراقك الممزقة حول المراكب