اشاهدني جالساً في فراشي
*
قلقاً استيقظُ في شتاءٍ بارد
الجبالُ مازالت خلف البيت
والمحيطُ امامي : هذا كلهُ خدعةٌ
هذه ليست جبال الامس ولا المحيط
شيء ما تغيّر في المشهد
ام السبب قلة نومي وتأخر اعصار ؟
انفاسي منظمة وقلبي مضطربٌ
من مخاوفَ مقبلةٍ لا ادري ماهي
نداءٌ يدعوني الى الاسترخاء
وانتظارِ شروق الشمس
*
اليوم انا مكتظٌّ برغباتٍ قديمة
اتذكرها , بين فترةٍ واخرى , لا اكثر
منها النومُ , او حتى الاضطجاعُ ,
في احدى حدائق مدينتي ,
واجهلُ اين هي الآن , لقاء اصدقاء الستينات
مصادفة آدم وحواء حالَ وصولهما من بابل
وبلا اطفالٍ بعد ,
ذلك الجدول , يكبرُ ويهدرُ في الشتاء
وفي الصيف يختفي تماماً ,
ربما تعودُ طواحينها وعشاقها يغنونَ ليلاً
في ازقةٍ مهجورة : رغم فيالق مجانين
مازالت القلعة هناك .
سأحملُ اليها فسائل , زهراً
وقصائدي عنها ولها .
*
سردٌ مرئيّ هو شعري
صوري لرجلٍ مخطوف منذُ نصفِ قرن
ليست عنهُ , انما عن ترابِ كفّيهِ
لا اصلُ الى قاعٍ اي مقطعٍ في قصائدي
لأن معطفي لا يبالي بما اريدُ
ولا خادمتي
*
اطلّ على املاكي الشاسعة
التي من كلمات ـ اصواتٌ ومسافاتٌ واشياء
مرايا في كل مكان , لا أحد فيها غيري
هنا اراني ضريراً يتشبثُ بقطارٍ يتحركُ ببطء ,
عازفُ كلارنيت في طاحونةٍ تحترق ,
رساماً تضطربُ بين يديهِ الوانٌ واشكالٌ
خلف بابٍ مغلق
وهناك ظلّي , وحدهُ , في مرآة
ويبدو حائراً وضائعاً
*
لاشيء ينظمُ خفقات قلبي غير نداءات الابدية
غبطة الدروب المستقيمةِ من هواءٍ ولاشيء
تنتهي الى دروبٍ اخرى .
للحظةٍ ندركُ كم الحياة كبيرة
في ضوضاء المدن وعاداتها .
نأكلُ ثلوجاً ملوثة لنستمرّ
ونحلمُ كي نبقى
*
الى اين امضي ؟
سهلٌ ان تطيرَ وتسبح
لا ان تمشي , بيدينِ مليئتين برمل
في ضبابٍ بلا علامةٍ
الى من ينتظركَ وهو انت
*
اخيراً سينتهي هذا الكلامُ الى ارضٍ بلا انغام
ولا اقداح .
اتساءلُ ماذا يغري زهرةً لتتباهى في ايامها الاولى ؟
عناقيدُ ذابلة , اضواء نجوم
وفي اعماق ما ارى نيرانٌ واكوامُ مفاتيح لا تفيدُ
عند الشفقِ اشاهدني جالساً في فراشي
بديهيّ لا افكرُ في هذا الوقت
ولا اتذكرُ