الرئيسية » » أولئك الذين كان باستطاعتهم أن يقتفوا أثري | إبراهيم زولي

أولئك الذين كان باستطاعتهم أن يقتفوا أثري | إبراهيم زولي

Written By كتاب الشعر on الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014 | نوفمبر 25, 2014

أولئك الذين كان باستطاعتهم أن يقتفوا أثري، لم يكونوا على بيّنةٍ من الخطر الأعشى المعرّش برأسي، ومن الشبق الرخيص الذي يضجّ في الجسد. فانوسٌ واحد كان يزيّن وجهي، كما لو أنني في جهات الأرض كلها، أؤلّف متاهةً بيني وبينهم (متاهة بالمعنى الحرفي للمفردة). بهذه الطريقة كنت أكتب أول فصولي الملحمية، أروّض العواصف التي لا تعدّ ولا تحصى في كتاب الجغرافيا. ما لم أخطئ، فالمياه تبقى مسفوحة على الدوام، تغرق سواحل القصيدة، ثمّ تغلق الأبواب. غالباً، يكون في الخارج سأمٌ هائل، حياة، ليست جديرة بالحياة، زهر اصطناعي على طاولة العزلة، مطر، لا توجد معلومات فلكية عن نسبه المجهول، ألمٌ يفضّل التفرّغ لسرد كآبته. عدا ذلك، فإن الحذف مستمرّ لكلمة الليل، الليل الذي لا علاقة له بكلّ هذا الوقار الموروث، الوقار المتيقّظ حتى آخر ساعات المجابهة. على الرغم من انعدام أيّ إحساسٍ لي بالإثم، فإن الليل يبدو في حالٍ مثالية، حالٍ لا تثير لديَّ أيّ إحساس بالشفقة (كما لو كان هذا شيئا ذا بال). في الظلمة، قذفتُ بهذا الوحش الأبله، هذا المتمرّد على مستقبله الصحّي، وتحمّلتُ وحيدا، بقيّة قبح العالم.

*لوحة روح الليل، للفنان الانجليزي جون أتكينسون.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

Google ads